Kabbalah.info - Kabbalah Education and Research Institute

الدرس الرابع

لمن وجد علم حكمة الكابالا ؟  وهل هو صحيح أن علم حكمة الكابالا هو تعليم الديانة اليهودية؟  وإذا كان علم الكابالا علم فما طبيعة علاقته بالدين؟

سنناقش جميع هذه الأمور ونوضح حقيقة الأمر بالإستناد إلى الدلائل والبراهين المنطقية.

 

 

الحلقةُ الدراسيةُ الحرةُ – المرحلةُ الأولى

الدرس الرابع

لما ولمن وجد علم حكمة الكابالا؟

نرى الكثير من الناس ينسبون علم حكمة الكابالا إلى الديانة اليهودية هل هذا صحيح؟

في الواقع إنّ علم حكمة الكابالا والدين يختلفان بشكل أساسي وخاصة من ناحية الجوهر بشكل تام.

فإن هدف الدين هو في تهدئة الناس وتغذية الأمل عندهُم في المواظبة على الصلاة كي يستجيبُ الخالق لهم ويُغير سلوكه تجاههم من دون أن يُغير الإنسان طبيعته الأنانيّة.ولكن علم حكمة الكابالا يأخذ نهجاً آخراً ومختلفاً تماماً

فكلمة صلاة في علم الكابالا تعني « قضى بأمر أو أصدر فيه حُكماً ما « أي أن الإنسان يصدر قضاء على نفسه عند تًفحُصّه الفارق بين سماته وسمات الخالق طالباً منه القوة لتصحيح سماته.

حكمةُ الكابالا: تشرحُ مُشيرةً إلى أنّ الخالق والذي هو القوى المطلقة والحاكمة للكون لا يتغير في سماته وصفاته إذ أنّهُ عظيمٌ في جُودِه تجاه خليقته وكما يُشرق شمسه على الصالح والطالح
يُغدقُ الخير على الجميع ومن دون محاباة فإن سلوكه تجاه خليقته يُوصف بأنّهُ الجيد ويُعطي الخير للجميع.

إن شعور الإنسان بالضغط المُتواصل من الخالق عليه يعود إلى الفارق المتواجد بين سمات الإنسان الأنانية وسمات الخالق الكاملة لقد سبق وتكلمنا عن معنى مصطلح التوازن الشكلي وأشرنا أنه نقطة الوسط بين نقطتين تتواجدا على المستوى نفسه.

عندما نتكلم عن التوازن الشكلي في السمات بين الخالق وبين المخلوق أي أن يتبنى المخلوق من سمات الخالق عليه من محبة صادقة في علاقته معه وفي تعامله وسلوكه مع الآخرين من حوله.

بالرغم من أنّ الخالق يستخدمُ أساليباً مُتنوعةً لتقريبنا منهُ يبقى هدفهُ الوصول بنا إلى درجة الكمال والتي يجدُ فيها الإنسانُ السعادة والراحة والإكتفاء التام. فإذا أراد الإنسانُ تغيير حياته إلى الأفضل فهُو الذي يتوجّب عليه أن يُغيّر نفسه.بالرغم من أنّ البشريّة كانت وما زالت تترجّى الخالق في أن يتغيّر ويُغيّر مجرى الحياة وقوانين الطبيعة ليجعل الإنسان سعيداً ولكن وإلى الآن نرى أن وضع العالم يزداد سؤً ولم نشهد أي تغيير إلى الأفضل،فعلى العكس إن الخالق ينتظرُ التغيير منا.ولطالما لا نتبعُ أسلوب الحكمة في تصحيح أنفُسنا سيبقى طريقنا مليئٌ بالألم والمُعاناة وستبقى المصائبُ والكوارثُ تدفع بنا لنصل وسريعاً إلى حال أسواء مما نحن عليه اليوم. فما الذي نستطيع عمله؟

نحن نشهد أن التاريخُ يعيد نفسه والبشرية اليوم تقف على حافة الهاوية فاليأسُ والخوفُ من دمار العالم الكامل يُخيّمُ كشبح لا يهزهُ ريحٌ وظلامهُ لا يدع أمام البشرية أي خيار إلاّ الهرب من المُعاناة والتي ألمها كالشوك تنخسُ ظُهُورنا. فإرادةُ الخالق هي في أن نلجاء إليه ونسأل منه المساعدة وتضميض الشرخ الذي فصل بيننا أي بين أجزاء النفس التي تحطمت. وبدلاً من أن يبقى كل واحد منا نقطة صغيرة في الكون تحوم وحيدة بلا هدف، يجمعنا الخالق  معاً في وحدوية وكالجسد نكون مترابطين برباط محبة الخالق التي تستطع كالشمس في أوجها وتُبقي البشرية على قيد الحياة.

إنّ سُلوك الخالق تجاه خليقته ذو هدف فائق الأهميّة وعظيمٌ.

علمُ حكمة الكابالا يُغير طريق سيرنا في هذه الحياة من طريق المُعاناة إلى طريق أفضل
ويفتحُ بصيرة الإنسان وينمي فيه الحدس الحاد والفطنة لمعرفة الخير والشر. لماذا معرفة الخير والشر ضرورية للإنسان؟ وكيف ستساعده في تغيير مسار حياته للأفضل؟

الأنا والتي هي المسالة أو المادة التي عُملت منها الخليقة هي الأداة التي من خلالها ننمو في الحياة فإن أحاسيسنا وشعورنا بالملذات والحياة كائن فيها، وإن جوهرنا وكياننا الحقيقي كبشر نشعُرُ به في الأنا.

 

وفي معرفة أسباب الشر تكمن الإمكانية في إصلاحه وتحسينه لنتمكن في النمو والتقدم في الحياة. أنيشتاين والعلماء معه يؤكدون بأن كلما إرتقى الإنسان بمعرفته إزداد من نور الخالق بوعيه في إرتياعه من عظمة الخالق وجبروته، ولكن بإزدياد الأنا يزداد الإنسان جهلاً. ونحن نرى نتائج الجهل في العالم والذي يود بإرجاع البشرية إلى عصر الإنحطاط.

لقد قلنا في البداية أن حكمة الكابالا هي علمٌ مفتوحٌ أمام الجميع وفي متناول كل من توفرت  لديه الرغبة الحقيقية، كيف يتماشى هذا مع ضرورة معرفة الخير والشر؟ فالرغبة الحقيقية في تصحيح الأنا فينا. وهذه الرغبة تكون نابعة من حَثِّ نفس الإنسان فيه لتصحيح طبيعته الأنانية. فيجب أن تكون الرغبة في تصحيح الإنسان لذاته صادقة ومن دون أي ضغوط خارجية  بما أن الإنسان وحده هو الذي بإمكانه اكتشاف ومعرفة رغبته الحقيقية.

معرفة الخير والشر هي المفتاح لمساعدة الإنسان في تصحيح الأنا

 أشار اسحاق بن لوريا أنه في بداية جيلنا نحن سيكون علم الكابالا مفتوحاً أمام الجميع، الرجال والنساء والأطفال وكل من يُحب المعرفة والبحث فيه بل أكّد أنهُ من المُستوجب على الجميع
 دراسة الكابالا.

الفارق الوحيد بين إنسان وآخر في طريق الكابالا هو في قُدرة كل منهما على التميز بين الخير والشر دراسة علم الكابالا تجعل الشخص ذو حس بالغ الدقة ومُرهف في التميز بين الواقع المادي والواقع الروحي، بين العطاء والتقبُّل للذات ليعي هدف الخليقة وليُحرز درجة الكمال بوصله إلى التوازن في سماته مع سمات الخالق من عطاء ومحبة مُطلقة ليعيش في هذا العالم حياة يعُمّها الأمان والسعادة.

في مقال المُقدمةُ في دراسة السفيرات العشر لصاحب السُلّم مكتُوبٌ: إذا وضعنا في قلبنا النية في محاولة الإجابة على سؤال واحد فقط أنا مُتأكدٌ بأنه لا يعود يوجد أي مكان للظن وكل الشُكوك تتلاشى من الأفق من ناحية ضرورة دراسة الإنسان لعلم الكابالا. السؤال هو: ما هو هدف حياتي"؟

جميع علماء الكابالا ضحوا بكل ما لديهم كي يمنحوا البشرية السبيل لحياة أفضل ويفتحوا الطريق أمام كل إنسان بدون فرق فأينما كنت أيها الإنسان مهما كان جنسك أو عِرقك أو لغتك أو دينك فالطريق مفتوح أمامك فإذا كانت الرغبة متوفرة لديك فاقرع على باب الخالق فهو ينتظر دعاءك له. تذكر دائماً أن كل شيء يعتمد عليك أنت  

 الأسئلة

ما الفرق بين علم حكمة الكابالا وبين الدين؟

ما هو هدف الخالق تجاه خليقته؟

ما هي الصلاة الحقة والتي يستجيب إليها الخالق؟

ما هو العامل الأساسي في تصحيح الأنا؟

ما هي ضرورة معرفة الخير والشر الإنسان؟

من يستطيع البحث والدراسة في علم الكابالا؟ هل المجال مفتوح أمام الجميع أو أنه محصور على فئة محددة من الناس؟

 

الصحيفة الشهرية

أضف الموضوع إلى صفحتك

Soundcloud


إكتشاف أسرار الوجود

إكتشاف أسرار الوجود والحكمة الخفية وراءه

 

إكتشاف أسرار الوجود
والحكمة الخفية وراءه
للتحميل الكتاب


إكتشاف أسرار الوجود - سؤال وجواب

 

إكتشاف أسرار الوجود -
سؤال وجواب
للتحميل الكتاب

دروس في علم الكابالا

self study-kabbalah.info

الحلقة الدراسية الحرة

هدف هذه الدورة الدراسية هو إعطاء 
فكرة عن ماهية علم حكمة الكابالا
وكتاب الزوهار 

  بإمكانك إرسال سؤالك من عبر الموقع 
وتتلقى جواباً