Kabbalah.info - Kabbalah Education and Research Institute

التعاون المتبادل

نظرة إلى الوراء

 3674 small

لقد تم تأسيس مبادئ التعاون المتبادل والمشترك لهدف مساعدتنا وعلى وجه التحديد في بناء مراحل إصلاح المجتمع البشري لخلق مجتمع تسوده مبادئ المسؤولية المتبادلة بين أفراده ونحن مُصمون ومتابعون على تنمية وتعزيز الوعي الإجتماعي بين أفراد المجتمع  بكل فئاته المتنوعة. نحن أفراد في العائلة البشرية الواحدة والتي تكمن قوتها في وحدويتها في تماسك وإنسجام والتي تخلو من أي مصالح فردية وسلوك عشوائية ورغبات أنانية ونزعات طائفية وعنصرية وكل ما يفرق بين الإنسان وأخيه الإنسان.

فالبشرية منذ وجدت كانت بدايتها من عائلة واحدة وكبرت هذه العائلة في تقارب وإعتناء الأخ بأخيه وكلن في زيادة الأنانية وحب الذات كان هذا يساهم في إنقسام هذه العائلة وتشتتها وإنتشرت هذه العائلة في بقاع الأرض الواسعة لما نراه الآن من شعوب متنوعة ولكن العامل المشترك في أننا عائلة واحدة ما يزال واقع حقيقي لا يستطيع أحد إنكاره. ولنعود لحياة الوحدوية التي كنا نحياها منذ بداية الزمان في إنسجام  وفي محبة الإنسان لأخيه الإنسان أخذنا على عاتقنا تبني مبادئ التعاون المتبادل والمسؤولية المشتركة ودمجها في كل مجرى من مجاري الحياة التي نحياها ومضاعفة الوعي المتبادل والمشترك لكل فرد منا في أن أمن وسلامة المجتمع الذي يعيش فيه هو في أمن وسلامة الجميع.

 

في عين الإعصار

منذ بداية عام  ٢٠١٢ بدأ العالم في مواجهة العديد من التحديات على كافة أصعدة الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية. وأخذ كل مجتمع يشعر بضغوط الأزمة من الناحية الإقتصادية بشكل ملحوظ إذ أن هذه الأزمة دون الأزمات التي مرت بها البشرية أزمة عالمية وعلى نطاق واسع وتشمل العالم بأكمله. فإن أفضل الخبراء والعلماء في العالم عاجزون عن تحليل الوضع الحالي وإيجاد حل مناسب لما تعاني منه البشرية اليوم  وبالرغم من الآلاف والمليارات التي تُبذل هدراً نحو محاولة إنقاذ الإقتصاد أو على الأقل إنعاشه كلها ما تزال تبؤ بالفشل وعاجزة عن أن تقدم أي نوع من الحلول ولو حتى القصيرة المدى. فإننا نرى بأن أوروبا في موقف صعب وحرج جداً إذ أنَّ اليورو على وشك الإنهيار, والإقتصاد الأمريكي يترنح في عدم إستقرار ويقين, وإننا نرى أيضاً نسبة البطالة في تصاعد مستمر. 

ولكن وبالرغم من أننا نجد أنه من الصعب جداً إستعاب الموقف الحالي للأحداث التي تجري على الصعيد العالمي نجد ولأول مرة في تاريخ البشرية  أن العالم يتمحور حول نقطة واحدة مشتركة وهي حقيقة الواقع الحالي في أننا جميعاً  مرتبطين معاً إن كان بشكل مباشر أو غير مباشر فالحدث الذي يقع في دولة ما تتأثر به البلدان الأخرى.

 

من هنا وإلى أين؟

على الرغم من أن الإقتصاد ما زال  مستقراً في بعض البلدان المتفرقة مقارنة ببعض الدول الأوروبية وفي الولايات المتحدة إذ أن نسبة إرتفاع البطالة ما زال نسبياً على درجة منخفضة لكننا نرى غيوم هذه العاصفة بدأت تلوح من بعيد مقتربة نحو الجميع أكثر فأكثر. وبما أننا نعيش اليوم في عالم مترابط على كل مستويات المعيشة نجد أنها  ليست إلا مسألة وقت قبل أن نشعر نحن هنا بتأثير الصدمات لما يحصل في العالم من حولنا وهذه بعض العلامات التي تشير إلى هذا:

·       واحد من كل ثلاثة  أطفال يعيشون في فقر

·        الفارق بين طبقات المجتمع والمستوى المعيشي في تباعد متزايد لدرجة أن الطبقة الوسطى أخذت تتلاشي من المجتمع.

·        أسعار السكن الباهظة جعلت إمكانية إيجاد سكن بسعر معقول حلم بعيد المنال.

·        بالرغم من أن الناس يعملون بجد ولكن ما يزالوا غير قادرين على توفير الحاجات الضرورية  للمعيشة.

·       النظام الصحي في حالة تدهور.

·       العنف الذي يتجاوز حده في المدارس.

·       الإستهتار بمسألة الأمن الشخصي للإنسان.

·       تسرب الأفكار المتطرفة إلى المجتمع والتي تجلب معها الكراهية بين أفراده.

·       تبدو أن الأمور السياسية في عالق لا مخرج منه ولا يوجد أي حل لها في الأفق.

هل هذه هي معالم البلد الذي تحلم في العيش فيه ؟ طبعاً لا.  فلا عجب من أن الأغلبية يشعرون بأن الصورة المثالية للعيش هنا أصبحت تتسرب من يدنا إذ أصبح هذا ظاهراً في الرغبة عند البعض في الهجرة للبحث عن مكان آخر للعيش.

من الطبع أننا واجهنا مشاكل متعددة في غضون الستون سنة الماضية ولكن كان الحل دائماً في حوزتنا وأما الآن فالوضع مختلف إذ أننا قد فقدنا الوحدوية التي كانت تجمعنا  معاً للتصدي والوقوف أمام هذا الهواجس التي تسود كل بلد في يومنا هذا.

فما هو الحل إذاً وما الذي نستطيع عمله؟

لقد حاولنا بناء مجتمع على المبادئ الإشتراكية وجدنا بأنها غير نافعة, ووجدنا بأن الرأسمالية جلبت معها تفاوتات شاسعة مما ولّد الشعور في الإعتزال بين أفراد المجتمع الواحد فبالرغم من أن الإحصاءات الوطنية تبدو بدرجة ممتازة ولكن الوضع الشخصي لكل منا أصبح عسيراً فكل حكومةٍ الواحدة تلو الأخرى تبؤ بالفشل في محاولتها في تحقيق السلام والأمن لمواطنيها.  فما هو الحل إذاً؟  

التغيير الجذري

كل الدلائل تشير إلى أن أساس المشكلة هو في الإنفصام والتفرقة بيننا وفي اللامباة التي يظهرها كل إنسان منا تجاه الآخرين في طريقة تعاملنا معهم. هذا هو جذر المشكلة التي نعاني منها اليوم وإذا قمنا بتركيز جهودنا  لمعالجة هذه الظاهرة  نستطيع التغلب على جميع المشاكل التي تم ذكرها مسبقاً وبناء مجتمع ناجح يسوده الأمن والطمأنينة لجميع اللذين يعيشون فيه وعلى كافة أصعدة الحياة. فإنَّ عدم الثقة والعزلة بين أفراد المجتمع الواحد أدى إلى وجود مجتمع قائم على تعاظم الأنانية عند الفرد على حساب الآخرين من أبناء جنسه وأما اليوم فإن الوضع مختلف ويجب علينا التغيير.

مبادئ التعاون الشامل مبادئ شُكلت لهدف هذا التغيير الجذري ومعالجة جذور المشاكل التي يواجهها أبناء مجتمعناالإنساني اليوم. هذه المبادئ لاا تتعامل في محاولات تنفيذ إصلاحات إجتماعية جديدة بل تعمل على توفير حاجات المعيشة الضرورية للمواطن من المأوى الملائم  وتوفير التعليم اللازم لتأهيل الفرد لتكون فرص العمل  أمامه مفتوحة ولتأمين الحقوق الأساسية لكل مواطن.

التعاون الشامل يقوم بتزويد المجتمع بقيم وفعالية الترابط المتماسك بين أفراد المجتمع الواحد كما في العائلة الواحدة وتحقيق النمو الإجتماعي إذ هو الحل الوحيد الذي تكمُن فيه القدرة في إحراز العيش الكريم في مجتمع آمنٍ وبخلاف ذلك سيعمل كل قطاع على إنتظار الفرصة التي تسنح له في إستغلال الآخرين وتكون العاقبة أسوء بكثير مما عليه الوضع الآن.

بعد العمل على ترسيخ المبادئ الأساسية لبنية المجتمع الصحيح وفي مرحلة أكثر تقدماً نعمل على تركيز مجهودنا في العمل على بناء وتنظيم أسلوب تعليم جديد لجميع أبناء المجتمع بكافة الأعمار. فإن مراحل بناء نظام تعليم جديد يهدف إلى زيادة أهمية  المسؤولية المتبادلة بين أفراد المجتمع وبناء القيم العامة الصحيحة فيه. وبهذا الأسلوب نحن نتعهد إعادة بناء روح المجتمع الذي وضِع أساسه على مبدأ أخذ الآخرين بعين الإعتبار مع الرعاية والمساوة في رباط التعاون والمسؤولية المشتركة لكل فرد نحو أبناء مجتمعه.

فقد حان الوقت الآن لوضع جهودنا معاً في إطار واحد لنأتي بمجتمعنا  إلى مستوى تفكير جديد وحياة جديدة. رجال ونساء, اليمينين واليساريين , رجال الدين والعامة, العرب واليهود, الغني والفقير , معاً نستطيع بناء مجتمع إنساني متماسك في قيمِه  ومزدهر يسوده الأمن لنا ولأطفالنا ولنكون مثال المجتمع الصحيح للعالم أجمع.

من هذا المنطلق نحن نتقدم بعروض وإقتراحات في كل ناحية من بنية المجتمع.       

 

علم التربية والتعليم

إن تعليم الأطفال يجب أن يكون أولوية من الأولويات التي تحتل رأس قائمة مبادئ التأهيل التعليمي في بلدنا , فإلى جانب مناهج التعليم والثقافة العامة والثقافة الحرفية والمهنية وعلوم الفلسفة المتنوعة يتلقى الأطفال مبادئ التعاون المتبادل والمسؤولية المشتركة في محبة الآخرين كبنيان تحتي في نظام التربية والتعليم. فإنه من المحزن رؤية عجز النظام التعليمي في قدرته على حماية الأطفال من مختلف أساليب العنف والمخدرات والكحول المدمرة لحياة أي شخص.

إن مبادئ التعاون المتبادل تعمل جاهدة على توفير وفتح المجال التعليمي لجميع الأطفال بشكل واسع يتماشى مع التطورات ونمو الأسلوب التعليمي الحديث في القرن الواحد والعشرين بالإضافة إلى الأدوات العملية والتدريب اللازم لتأهيلهم لحياة سعيدة مرتبطة مع الواقع المعاصر في هذا النظام يتعلم كل طفل كيفية إدارة حياته وكأنه جزء من المجتمع الذي فيه والذي له دوره المهم والفعال في بنيته وليس كفرد يهتم فقط في نجاحه الشخصي على حساب الآخرين من دون المبالاة بأعضاء مجتمعه.

أسلوب التربية والتعليم المبني على أساس علاقة التعاون الإجتماعية بين أفراد المجتمع هي الطريقة التي تتمثل بالنجاح الصحيح والأكيد. فإن نتائج البحوث والدراسات التجريبة تؤكد على أن أسلوب التعليم في إطار مبادئ التعاون المتبادل والمسؤولية المشتركة هو أسلوب ناجح في تنمية الطفل وبناء  شخصيته على أساس سليم لينمو ويتحلى بصحة عقلية ونفسية وفي إحترامه لذاته والذي ينعكس من خلال علاقه مع الآخرين في إحترامهم وتقديرهم في أسلوب التعامل معهم.

إن هدف هذه المبادئ  في مناهج التربية والتعليم يكمن في " تعليم الإنسان ليكون إنساناً " إنساناً مفكراً يعمل على بناء مجتمعه من خلال بناء علاقاته مع الآخرين على أساس صحيح. فإن هيئة التضامن المتبادل تشجع القرارات التي من شأنها العمل على إتخاذ هذه المبادئ والعمل على تطبيقها في الواقع العملي من خلال بناء الإنسان وبناء حياته المهنية من مراحل الحضانة إلى مراحل التعليم العليا على أساس مبادئ التعاون المتبادل والمسؤولية المشتركة في العمل على منفعة المجتمع الذي يعيش فيه.

لدينا الثقة الكاملة في أن التطبيق العملي لمبادئ التعاون المتبادل والمسؤولية المشتركة ضروري جداً في تحسين وبناء مجتمع صالح وسليم لأطفالنا من خلال نظام التعلم هذا في وقتنا الحالي. فإن بناء البيئة الصالحة للأطفال تخلق لديهم القدرة والثقة في النفس وتعطينا نحن القدرة على دعمهم ومساعدتهم في تكميل المطاف في بناء المجتمع الصحيح لهم وللأولادهم من بعدهم.

إن التعليم بناءً على مبادئ التعاون المتبادل والمسؤولية المشتركة يضع الأساس لمجتمعنا البشري مع القدرة على بناء مجتمع سليم وجديد والذي قوامه وقادته جيل الشباب اليافع ذو المهارة والخبرة بما أنهم تربوا على هذه القيم متلقنين العلم والمعرفة بمبادئها الصحيحة.

من هذا المنطلق نحن نُقدم كل الوسائل اللازمة لجميع المعلمين والمدرسين في كافة مجالات علوم التربية والتعليم مع توفير المعرفة العملية لهذه المبادئ من خلال التجارب والدورات التعليمية والتوجيهية للمنهج بكامله والمناقشات والأنشطة المتنوعة وخلق الجو المناسب في العلاقات بيننا على أساس مبادئ التعاون المتبادل.

 

وضع أهداف طويلة الأمد

من منظور واسع و شامل إن منهج التربية والتعليم هو من أهم الخطوات التي يتوجب إتخاذها في إعادة بناء المجتمع ولذلك نحن نعمل على تأسيس بنية هذه المبادئ آخذين المستقبل بعين الإعتبار في بناء قاعدة ثابتة في تنظيم نظام التربية والتعليم  في إتجاه الهدف وبشكل إنسيابي وإذا حكمت الضرورة العودة إلى مراجع إضافية لتحقيق أفضل النتائج التي تعود بالفائدة على المجتمع. في الوقت نفسه نحن نؤيد مساندين أي قرارات وقوانين تسمح في تزويد نظام التربية والتعليم بالوسائل اللازمة لإنجاز الخطة الطويلة المدى وهذا يدعو إلى عدم تغيير مجلس الإدارة التنفيدي في نهاية كل فصل دراسي.

ومن أبرز النقاط :

تعزيز فكرة التعليم المجاني من مرحلة الحضانة إلى الدراسات الجامعية العليا.

تمديد اليوم الدراسي في كل البلد.

زيادة عدد المعلمين للأطفال على كل مستوى وتقليص عدد التلاميذ في كل من الصفوف في كافة المراحل الدراسية.

منح المدراء الحرية مع المسؤولية الكاملة.

إلغاء إمتحانات العام النهائية وإستبدالها بحلقات بحث .

   

تغيير مسار الإعلام الحالي

تُشير نتائج البحوث والدراسات التي أجراها باحثون وعلماء في علم النفس والعلوم الإجتماعية أن البيئة هي العامل الحاسم والقاطع في تحديد نمو وتطور الإنسان وتحديد القيم الأخلاقية والإجتماعية عنده. فإن البيئة التي نعيش فيها تؤثر علينا حتى في أبسط الأمور في حياتنا اليومية إذ أنها تحدد لنا حتى نوعية الأزياء والملابس التي يمكننا إرتدائها إذ انها تفرض علينا مظاهر معينة, والتقاليد والعادات التي يجب علينا التقيد بها. إن المعايير الإجتماعية التي تحدد سلوكنا والقيم التي ينحصر فيها مجرى حياتنا وحتى منهج تفكيرنا جميعها تُفرض علينا من قبل البيئة التي تحيط بنا وبقوة الرأي العام. لذلك يجب علينا وبحرص أن نبني البيئة التي نعيش فيها على أساس سليم نابع من نية سليمة نحو الصالح العام ولهدف بناء مبادئ التعاون المتبادل بين أفراد المجتمع ليعي كل فرد فيه دوره تجاه الآخرين لكي لا نوفر المجال أمام الإعلام في إبتزاز الناس والسيطرة عليهم وتسيرهم في طريق منافعهم الشخصية في جني الأرباح المادية على حساب سلامة وراحة المواطنين ففي يومنا هذا نجد أن قوة الإعلام تفوق قوة أي مفاعل نووّي في الدمار التي تستطيع نشره في البشرية. مبادئ التعاون المتبادل تستهدف بناء الأساس السليم للإعلام ليكون عاملاً قوياً يسساهم في بناء المجتمع.  

 

الصحيفة الشهرية

أضف الموضوع إلى صفحتك

Soundcloud


إكتشاف أسرار الوجود

إكتشاف أسرار الوجود والحكمة الخفية وراءه

 

إكتشاف أسرار الوجود
والحكمة الخفية وراءه
للتحميل الكتاب


إكتشاف أسرار الوجود - سؤال وجواب

 

إكتشاف أسرار الوجود -
سؤال وجواب
للتحميل الكتاب

دروس في علم الكابالا

self study-kabbalah.info

الحلقة الدراسية الحرة

هدف هذه الدورة الدراسية هو إعطاء 
فكرة عن ماهية علم حكمة الكابالا
وكتاب الزوهار 

  بإمكانك إرسال سؤالك من عبر الموقع 
وتتلقى جواباً