Kabbalah.info - Kabbalah Education and Research Institute

الروحية والعالم الروحي

الرغبة - درجاتها ومفهومها الروحي

تنمية الرغبة في نفس الإنسان

alt

يعتمد مستوى النمو لدينا على رغبتنا في التلقي أو القبول. الرغبة في القبول هي جوهر كياننا والتي تنمو بشكل مُستديم. ولكن نمو هذه الرغبة يكون على شكل تدريجي.

أولا ً, تنمو هذه الرغبة داخل الرغبات الجسدية, مُركزة ً على حاجات الجسد. حتى ولو أن الناس كانوا يعيشون وحيدين فسيبقوا يسعون وراء الطعام والجنس وبناء الأسرة. هذه هي حاجات أجسادهم. إذا ً هذه الرغبات الجسدية هي الأولى في النمو منذ بداية أجيال الإنسانية. بعدها ظهرت الحاجة للغنى والثروة وأخذت الرغبة في التقبل بالنمو.

بعد الرغبة للثراء, ظهرت الرغبة في تحصيل الإكرام والقوة. والآن نرى الكثير من الناس بدأوا في التطور. فهؤلا اللذين كانوا يركزون على الرغبات الجسدية, أخذوا يسعون وراء الغنى. واللذين لديهم الرغبة للغنى أخذوا يسعون وراء تحصيل الشرف والقوة. بعد السعي وراء تحصيل الشرف, ظهرت الرغبة للمعرفة العلمية, منذ العصور الوسطى وحتى الآن, وبالذات في عصر النهضة الأوروبية.

في عصرنا الحاضر بدأت الرغبة للعالم الروحي بالإستيقاظ. ففي كل مرة يأتي فيها الناس إلى هذا العالم, يأتوا برغبة عظيمة للتقبل وبغرور أعظم بكثير وراء هذه الرغبة. ولهذا السبب توجب إخفاء تعاليم حكمة الكابالا لكي لا يُسيئ الناس إستحدام هذا التعليم.

متى تظهر الرغبة لتقبل الروحيات؟ بعدما ييأس الإنسان ويفقد الأمل تمامًا  في المحاولة في تحسين حياته عما كانت عليه سابقًا  والوصول إلى حالة فيها يبدو أنه لا يوجد أي شيئ في هذا العالم يجعله يشعر بالإكتفاء, عندها فقط يتسأل قائلا ً: ما هو هدف حياتي هنا ؟ لماذا أنا هنا في هذا العالم؟ ما هو سبب هذه الحياة وكل هذه المعاناة فيها؟

هذه الأسئلة تؤدي بالإنسان للتساؤل عن أصله "أين هو مصدر حياتي"؟ إذا جاز التعبير, هذه الأسئلة هي وفقًا للخطة الإلهية. هذه هي الرغبة الدنيوية للتقبّل, وهي كل ما يحدث لنا في هذا العالم. ومن هنا تظهر الإرادة أو الرغبة الروحية للتقبل.

في هذه المرحلة يبدأ الشخص بالتساؤل عن أشياء وأمور العالم الآخر ويتسأل عن المنطق فيما وراء عالمنا هذا . في هذه المرحلة يجوز إباحة حكمة الكابالا. لماذا؟ لأن حكمة الكابالا تستطيع الإجابة عن كل هذه الأسئلة, وظهور هذه المعرفة سيُحسننا ويُقدم الدعم اللازم لنا وسيعمل على إصلاحنا.

بعد عملية التصحيح ستتوفر لنا الحماية من ناحية الغرور وحب الذات ولا يمكننا إلحاق الضرر بأنفسنا. كما ونستطيع فهم بنية واقعنا من حولنا وفهم العالم الروحي. وأيضا ً معرفة العناية الإلهية والسلطة العليا للعالم الأعلى علينا.

عندها فقط وبعد إظهار حكمة الكابالا, سيجوز لنا دراسة كل التعاليم الأخرى ومعرفة الخطاء في كل ما صنعناه في الماضي. من هذه النقطة يكون من غير الممكن الإساءة إلى أنفسنا بالتأكيد.

ولهذا السبب في هذه الأيام العالم بأجمعه يواجه أزمةً عصيبةً جدًا. ففي الماضي عند ظهور أزمة ما, كان يتم إستبدالها بأزمة أخرى لتحل مكانها. فإذا كان هناك أزمة إقتصادية, كانت تُستبدل بأزمة روحية. وإذا لم تكن أزمة روحية آنذاك كانت تتحول إلى أزمة إجتماعية, وإن لم تكن أزمة إجتماعية إذًا فهي أزمة تكنولوجية. بطريقة أو بإخرى كانت الأزمات تحل الواحدة مكان الأخرى وهكذا كانت البشرية تطور.

ولكن اليوم, لقد وصلنا إلى مرحلة مهما كان مجال الأخصائين الذي نتكلم معهم من فلاسفة وعلماء, علماء الطبيعة, وعلماء الفلسفة الإنسانية, وعلماء الإجتماع, كلهم وصلوا إلى نهاية مسدودة في أبحاثهم. لقد فقدوا القدرة بشكل تام على رؤية وإتباع المسار الصحيح . فهم غير قادرين على الرؤية أو الفهم , ويشعرون بعجزهم في إحراز أي تقدم.

يقول علماء الكابالا في هذه المرحلة وفي هذه المرحلة فقط يجب أن تظهر حكمة الكابالا في العالم لأنها تقدم الجواب الذي يبحث عنه هؤلاء الأخصائيين. بكلمة آخرى  يوجد يدينا الآن نقص  وحكمة الكابالا ظهرت توافقًا لهذا النقص. وهذا هو الوقت المناسب للإظهارها.

ما هي الحاجة لظهور حكمة الكابالا, وما الذي ستقدمه لنا؟

فيما يتعلق بهذا الشأن كتب صاحب السُلم ما يلي في مقاله "جوهر حكمة الكابالا":

"ما هو موضوع حكمة الكابالا؟ حكمة الكابالا هي سِلسلةٍ مُتعاقبةٍ مِن الجذور المُتماسِكة والمتداليةِ إلى الأسفل بناءً على نَظريِّة الحَدثْ والعاقبة على شكل قوانين ثابتة ومحددة تتناسجُ كُلها متمازجة ً لتشكلُ هدف واحد وعظيم نستطيعُ وَصفه بوَحيُ وإظهار صلاح الخالق تجاه خَلِيقتُهُ في هذا العالم".

 

معنى الروحية

alt

إنه فوق القدرة البشرية للإدراك محاولة فهم جوهر الصفات الروحية في حد ذاتها كالحب والعطاء بشكل مطلق. حتى إن وجود إحساس وشعور كهذا هو فوق قدرة الفهم لدينا, فيبدو أننا نحتاج إلى حافز ومحرك لنقوم بأي فعل من دون أي منفعة شخصية. ولهذا السبب بعينه فإن صفات كالحب والعطاء المطلق يجب أن تُمنح لنا من الأعالي أي من الخالق, وهؤلاء اللذين إختبروا هذا الشعور هم فقط القادرين على فهمه.

من أقوال عالم الكابالا

الروحية هي الطريقة التي تقدمها لنا حكمة الكابالا والتي بواسطتها نستطيع أن نحصل على القدرة لتلقي النفس الإنسانية وإرتباطنا بالخالق الذي هو القوة العليا والتي تفعم بالحياة والبهجة لكل الخليقة. إكتشف علماء الكابالا أن رغباتنا تنمو وتتطور في نطاق خمس مراحل:

١- الرغبة الأولى والأساسية هي الرغبة للطعام وللرخاء وللجنس وللأسرة. هذه هي الرغبات الضرورية للبقاء.

٢- الرغبة الثانية هي الطموح نحو الوفرة وتحصيل المال. في هذه المرحلة نعتقد بأن وفرة المال هي ضمان البقاء والمحافظة على مستوى حياة جيدة.

٣- الرغبة الثالثة وهي اللهفة والسعي وراء الشرف والنفوذ. في هذه المرحلة نحن نتمتع بالتحكم والسيطرة على الآخرين والسيطرة على أنفسنا أيضًا.

٤- الرغبة الرابعة وفي هذه المرحلة تظهر الرغبة في المعرفة. هنا نحن نعتقد بأن حصولنا على العلم والمعرفة هو ما سيجعلنا سعداء.

٥- ولكن وفي المرحلة الخامسة والأخيرة من ظهرور الرغبة, يتركز إنتباهنا بالسعي  وراء المجهول "العالم الآخر" أي ما وراء عالمنا. في هذه المرحلة نشعر بأن إرتباطنا في هذا المجهول "العالم الآخر" سيقدم لنا مُتعة عظيمة ودائمة وعندها نبدأ في البحث عن طرق ووسائل لخلق هذا الإرتباط. هذه الرغبة لشيء نبيل وسام ٍ تدعى "الرغبة الروحية".

إقرأ المزيد...
 

الصحيفة الشهرية

أضف الموضوع إلى صفحتك

Soundcloud


إكتشاف أسرار الوجود

إكتشاف أسرار الوجود والحكمة الخفية وراءه

 

إكتشاف أسرار الوجود
والحكمة الخفية وراءه
للتحميل الكتاب


إكتشاف أسرار الوجود - سؤال وجواب

 

إكتشاف أسرار الوجود -
سؤال وجواب
للتحميل الكتاب

دروس في علم الكابالا

self study-kabbalah.info

الحلقة الدراسية الحرة

هدف هذه الدورة الدراسية هو إعطاء 
فكرة عن ماهية علم حكمة الكابالا
وكتاب الزوهار 

  بإمكانك إرسال سؤالك من عبر الموقع 
وتتلقى جواباً