Kabbalah.info - Kabbalah Education and Research Institute

العالم والاقتصاد

حديث صحفي  لمناقشة الأزمة العالمية الحالية من منظور علم حكمة الكابالا

لقاء صحفي أجري مع عالم الكابالا

معنى  الوحدوية العالمية 

إن الأزمة الحالية ليست أزمة تمويل ولا إقتصاد ولا حتى متعلقة بعلم البيئة.  في الحقيقة إنها تُعد أزمة لأنها على المستوى الكوني وتشمل الحضارة الإنسانية بأكملها وعلى كل نطاق ومجالات الحياة. من أجل هذا يجب علينا أن نُلقي نظرة فاحصة على جذور ومصدر هذه الأزمة ونُعرّف العامل المشترك لها, والذي هو طبيعة الإنسان الأنانية .فإن غرور الإنسان وأنانيته هي السبب في الحزازة والبغضة المتبادلة بين الناس, وهذا ما يؤدي بنا لأن نسلك نظير وبعكس قوانين الطبيعة من حولنا وهذا ما يُنشئ خصومة وعداوة والتي تظهر على شكل أزمة عالمية مُشتركة. ولهذا السبب وطالما نحن لا نتوافق في الرأي في تغير طبيعتنا الأنانية , سنستمر في المعاناة. 

لقاء صحفي أجري مع عالم الكابالا 

المتحدث الصحفي: إن الأحداث الإقتصادية الأخيرة تُجبر القوة العظمة في العالم في المحاولة على السيطرة على الأزمة الإقتصادية العالمية المتصاعدة والمسرعة نحو الإنهيار. في ضوء الواقع حيث أن تصرفات دولة واحدة سيحدد مصير العالم ككل فإن بعض الدول الأخرى يعودون إلى نظام حماية الإنتاج الوطني بفرض رسوم جمركية عالية على السلع المستوردة. والآخرين من قادة العالم يتخذون خطوات نحو تركيز  السيطرة الحكومية بيد حكومة عالمية. بالرغم من أن الجميع يحاولون كبح ومنع إنتشار التأثيرات السلبية لولادة الحكومة الوحدوية العالمية, فهم يفقدون عنصرًا حاسمًا والذي بدونه  سيؤدي وليس فقط إلى أن جهودهم ستكون بلا جدوى ولكن ستؤدي بنا وبالتأكيد إلى أزمات أكثر تعقيدًا. هذا العنصر بسيط جدًا, أساسي وواضح وقد راوغ البشرية منذ آلآف العصور وهذا هو بالضبط ما نحن على وشك إكتشافه. 

الجواب: الوحدوية هي بداية ظهور الإرتباط الموجود بين كل أجزاء الإنسانية كنظام واحد. 

المتحدث الصحفي: فإنه ولأول مرة في التاريخ نكون مُجبرين للخضوع لنظام الإتكال المتبادل والذي لا مَفر منه بغض النظر عن كل نتائج سلوكنا وتصرفاتنا.

الجواب: لقد تواجدنا في موقف مُشابه في السابق في ميسوبوتاميا المدينة القديمة عندها كلنا أيضًا وجدنا أنفسنا في ضيقة وغرورنا أصبح ظاهرًا للعيان ولم نستطيع التعايش معًا. بعد هذا تباعد واحدنا عن الآخر وإفترقنا. ولكن اليوم لا نستطيع الدوام على هذا الحال ببقائنا مُتفرقين. ولهذا السبب يجب علينا أن نعلم ما معنى أن نكون مُرتبطين معًا بإطار نظام واحد.

الجواب: يبدو وكأن إذا قُمنا بأي حركة في هذا النظام العالمي الهش والضعيف ستؤدي إلى ردود فعل متعاقبة ولن يمكننا السيطرة عليها, وأن أسواء الأشياء هو أننا ما نزال نعتقد أننا قادرون على فهم ما يجري حولنا.

إن طبيعة الإنسان طبيعة أنانية بكاملها. هكذا هي بُنية كل واحد منا . فمن الطبيعي إذًا بأن حساباتنا - طبعًا مع الإحترام لكل شخص ولكل العالم - إنها فقط للمنفعة الشخصية والنجاح في الوصول إلى مناصب أعلى وفوق الجميع. ليس للشعور بالسعادة نتيجة الإرتباط بالآخرين ولكن للشعور بالآكتفاء الذاتي لوجودك في مكانة أعلى من الجميع.

المتحدث الصحفي: إن السبع بلايين من الرأي العام, كلهم محتشدين معًا في زمان ومكان واحد من دون منفذ, مع ذلك فتغير بسيط جدًا في وجهة النظر يُظهر لنا بأن هناك طريق هنا - أمامنا, هناك أكثر من سبع بلايين نسمة, كلهم يتعايشون كل واحد مع محيطه بنجاح.

الجواب: في كل جسد حيّ وحتى على مستوى "الجماد" وأكثر على مستوى "الروحي" كل الأنظمة تعمل بشكل متكامل ومتبادل وفي انسجام الواحد مع الآخر. أعني بأنه لا يوجد هناك عنصر يخدم نفسه بل الكل يوجد ويعيش لخدمة الجسد بكامله. 

المتحدث الصحفي: هنا الكل يتفاعل عن طريق إدراك ووعي داخلي للترابط الذي بينهم. فالكل يعمل توافقا ًمع مبدأ توحيدي واحد. وهو القوة وراء الوجود البشري والتي تربط العناصر في أنظمة, والأنظمة في وحدويّة كليّة, هذه هي صفة الهبة التامة.

الجواب: إن قانون الطبيعة العام هو قانون هبة تامة ومحبة. ولهذا السبب نرى أن الطبيعة قادرة على خلق كل شيء  وبناء عناصره على كل الدرجات "الجمادي - النباتي - الحيواني - المتكلم - والروحي" مفعم بالحياة والنشاط وبالتالي تجلبهم إلى وضع مصحح. 

المتحدث الصحفي: وهذا يحثهم بشعور غريزي للتعاون والعمل معًا لهدف مشترك , منشئين تربة خصبة لمرحلة جديدة تكون وبشكل مطلق أعظم وأعلى درجات الوجود والتي هي أنت - الإنسان. 

الجواب: ليس فقط جسدك هو الذي يشاهد هذا البرنامج بل أيضًا نقطة الوعي والإدراك التي فيك والتي هي الآن ترتبط بفكرة هذا الموضوع المطروح أمامك على الشاشة. هذه النقطة الواحدة هي جزء من السبعة بلايين خلية من جسد الإنسانية تحاول جاهدة أن تقوم بمهمة تشغيل هذا النظام الضخم والمعقد, من دون أي معرفة أو حتى كيفية إستخدام المبداء التوحيدي والرئيسي - أي قانون الطبيعة . هذا هو العنصر المفقود والذي ما زال حتى الآن يراوغ البشرية.

تُظهر لنا حكمة الكابالا تلك القوة, قوة المحبة, قوة التعاون المتبادل, قوة الترابط, والتي تكمن في المجتمع العالمي الحديث المصحح  والمتكامل والمنسجم. 

المتحدث الصحفي: ولكن يوجد هناك فرق واحد بين خلايا جسدنا وأنفسنا. خلايا أجسادنا تتبع قانون الطبيعة بشكل غريزي  ونحن -ككائن حي وواع - يجب علينا الإنسجام مع هذا القانون بتوافق وبحرية إرادتنا.

الجواب: حكمة الكابالا تساعد الشخص على معرفة هذا النظام على شكله الحقيقي والصحيح. وعندها يبدأ المرء بالإنجذاب نحو هذا النظام عارفًا كم هو مفيد له, ثم يتعلمه وعندها سيرى أنه من الأفضل والأحسن وجوده فيه. من هذه النقطة سيتلقى قوة. كمثال الطفل في مراحل نموه وكأننا كنا منجذبين وراء شيء جيد. فالشخص في هذه المرحلة يتلقى من مستقبله, بكلمة أخرى أي حالة إصلاحه الكامل, آخذا ً لحاضره أي لإصلاح طبيعته الفاسدة . سيستحوذ على قوات للإنجاز وتتميم الإصلاح. 

المتحدث الصحفي: إذا  تنافسنا وعن عمد مع الخلايا آخذين بعين الإعتبار جسد الإنسانية المشترك, سنبدأ بالشعور بفعالية هذا المبداء التوحيدي للطبيعة من خلالنا. عندها ليس بإمكاننا فقط التجاوز والسمو فوق خطر الحلول القصيرة المدى ولكن سيكون بإمكاننا إبداع وخلق شيء رائع. 

فكر بهذا الموضوع, إذا كانت خلاياك هي التي كونتك فتخيل ما سيكون بإمكاننا جميعًا أن نُبدع.

 

انهيار متوقع من البداية

3-5

العلاقة  بين الاقتصاد والطبيعة

 هل من الممكن منع الأزمة الاقتصادية القادمة؟

 في الاجتماع الرفيع المستوى والذي جرى في شهر يناير من هذه السنة في دابوس ، صرح الممول الأسطوري جورج سورس رئيس صندوق "كوانتم " بان " الولايات المتحدة الاميريكية  تقف على حافة إنهيار إقتصادي فادح والذي بدوره سيؤدي إلى أزمة إقتصادية عالمية لم يشهد لها العالم مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.

هل هناك شك بأقوال السيد سورس؟ إن سلسلة الأحداث التي مر ويمر بها الإقتصاد الأمريكي والإقتصاد العالمي على حد سواء لم تدع مجالاً للشك .ففي يومنا هذا نجد في أن الأمور واضحة للعيان أن الإقتصاد العالمي يمرّ  في أزمة مُتفاقمة والإنهيار سيؤدي إلى كساد شديد.

ما الذي أوصل العالم إلى هذه الأزمة العظيمة ؟ وهل هناك طريقه لمنع هذا التدهور؟ 

في مجال الاقتصاد كما هو الحال في أي من المجالات الأخرى الإجتماعية إن الهدف الرئيسي هو العلاقة المتبادلة . ففي أزمة كهذه نجد بأنه يوجد عامل آخر "يتعدى" كل العوامل الأخرى مما سيؤدي إلى إنهيار السوق العالمية بشكل تام.

خذ على سبيل المثال إنهيار النمو السكني وشراء العقارات المتزايد الذي أخذ مجراه قبل بضعة أشهر في الولايات المتحدة والذي كان تأثيره ملحوظ على وضع البورصة العالمية  وعلى بنوك وشركات التأمين في جميع أنحاء العالم ، وكان له ردة فعل قوية في أوروبا وأسيا وكندا وأستراليا.

وإذا دل هذا على شيء فإنه يدل على أن توقعاتنا في المحاولة في السيطرة على هذه الأزمة الإقتصادية مُستخدمين الأساليب والطرق والوسائل المعروفة لدينا منذ القدم لن يكون مصيرها إلاَّ الفشل . فالواقع واضح في إنه من الصعب محاولة السيطرة أو حتى التنبؤ بحالة الإقتصاد بشكل دقيق  وان أي محاولة نقوم بها سيكون لها أبعادها في مدى تأثيرها على العالم أجمع.

إذا حاولنا فهم القوانين العامة التي تسير بحسبها الطبيعة وإذا إتبعنا مسار هذه القوانين مُحافظين على توازنها عندها فقط سيكون في إمكاننا وضع أو بناء مفهوما ً صحيحا ً لهذه الأزمة في ضوء قوانين الطبيعة لنجد السبيل الصحيح لمنع الإنهيارالذي يقف العالم بأكمله على حافته.

التوازن المتبادل:

البروفيسور جونتر بلوبل باحث معروف في معهد الراك-فيلر الرفيع لأبحاث الطب في مدينة النيويورك في الولايات المتحدة  والحائز على جائزة نوبل في عام (١٩٩٩) في علوم الفسيولوجيا والطب أشار مؤخرا ً قائلا ً:  "  يؤكد العلم بأن مبدأ العطاء والتبادل هو المفتاح الأساسي لكيان كل ما في الطبيعة ". واستخدم البروفيسور بلوبل مثال الخلايا الحية في جسد الإنسان شارحا ً بأن الخلايا في الجسم البشري ترتبط بعضها ببعض بناءً على مبدأ العطاء المطلق من أجل منفعة الخلايا الأخرى لإبقاء الجسد على قيد الحياة. كل خلية في جسد الإنسان تستهلك ما تحتاجه فقط لتبقى حيّة وفعّالة للقيام بوظيفتها وبدورها تكرس نفسها وطاقتها من أجل إبقاء الجسد سليما وحياً ".

تكتنف قوة الطبيعة الواقع الذي نعيش فيه بميزة الخير والمحبة السامية من خلال القوانين التي تأسس الواقع عليها. هدف الطبيعة هو في كشف  بنية هذا الواقع من خلال كشف كيفية طريقة عمل هذه القوانين معاً في إنسجام متناسق كي نتمكن نحن التوصل إلى التوازن والإنسجام في التعايش معاً ومع الطبيعة من حولنا من دون تعدي القوانين. فإذا أمعنّا النظر بنظام العلاقات المتبادلة في الطبيعة يمكننا أن نرى كيفة عمل قانون التوازن في إبقاء وإستمرار الحياة بين جميع الكائنات الحية .

إن طبيعة السلوك البشري والذي بدوره يؤثر بشكل مباشر وفعّال على بنية الهيكل الاقتصادي والاجتماعي مبني على "الأنا" والتي هي محور وجوهر الإنسان. إن عمل " الأنا " يتركز في تحصيل ما هو لمصلحة الإنسان الشخصية في عدم التبالي مع الآخرين ويتجلى هذا في أسلوب أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال إذ أنهم يعقدون صفقاتهم على أساس الربح الشخصي حصراً . فالسعي وراء تحصيل الغنى والمراكز العليا وإكتساب السلطة ولو كان ذلك على حساب الآخرين هو الشيء الوحيد القائم أمامهم كنصب والهدف الوحيد اللذين يسعون وراءه.

ولكن الآن وفي ظل الوضع الحالي أخذوا في تغيير نظرتهم للأمور إذ أنهم بدأوا يرون أن العالم بأكمله متحد في رباط الوحدوية التي تربط الدول معاً وتربط أفراد المجتمع الإنسان معاً في وحدوية لدرجة أن سلوك الفرد الواحد أكان إيجابياً أو سلبياً يؤثر على الجميع  ومهما حاولو في عزل أنفسهم عن الآخرين لهدف توسيع أعمالهم كلما أخذوا يعون مدى إرتباط البشرية معاً ومدى التأثير السلبي عليهم نتيجة فصل أنفسهم عن جسد البشرية. فأي صفقة تجارية أكانت رابحة أم خاسرة تؤدي إلى تغييرات بعيدة المدى في جميع أطراف العالم. والنتيجة أننا نجد أنفسنا اليوم وكأننا محصورين بين المطرقة والسندان كما يقول المثل بين الأنا من جهة والتي تحكم علينا في إنفرد كل منا والإبتعاد عن الآخرين وبين العولمة من جهة أخرى والتي تضغط دافعتاً إيانا للإرتباط معاً ، ولهذا يجب علينا أن نتحد. فالحل الوحيد اللذي امامنا اليوم هو في العيش بمبدأ قوانين الطبيعة. وليكن المجال لكل مجتمع في أن يثبت قائماً في جوهره يجب أن يبني أساسه على قوانين الطبيعة التي يسير عليها الكون بأكمله. وهنا يبرز دور وضرورة التعليم لبناء مجتمع صحيح. ففي تعلم الإنسان لقوانين الكون والطبيعة يدرك أهمية سلوكه وتأثيره على مجرى الأحداث من حوله وكيفية إحراز التوازن والإنسجام. فيجب على المسؤولين والرئساء أن يُدركوا أهمية توجيه وتعليم البشر من خلال إدراكهم بأن عليهم التعامل مع جذور المرض وليس في تسكين الأعراض ولهذا يتوجب إتباع الخطوات الأساسية والضرورية والتي تتجلى في :

١- استخدام وسائل الإعلام المختلفة لإقناع العالم بأن البشرية خُلقت بنظام الجسد الواحد المُركب من خلايا عديدة مترابطة بعضها مع بعض في عملها وعلاقتها المتبادلة المبنية على مبدأ العطاء المطلق إذ أن حياة كل منها مرتبطة بالأخرى. ومثلما تعي كل خلية دورها في الجسد كذلك يجب على كل فرد في النظام البشري أن يعي ويفهم أهمية وجوده ودوره في حياة جسد البشرية ويعي أهمية مبدأ محبة الإنسان لأخيه الإنسان في التعامل مع الغير كما يود كل منا معاملة الغير له فالمثل يقول أن كل ما يزرعه الإنسان سيحصده أكان خيرا ً أم شراً. 

٢- إعلام الناس بالأسباب الحقيقية للأزمة. أي يتوجب علينا شرح بأن نظام الطبيعة يعمل بحسب قوانين معينة علمية وثابة. وأن التوتر وعدم التوازن والإستقرار الذي يمر به العالم في يومنا هذا ما هو إلا نتيجة سلوكنا المعاكس لقوانين الطبيعة. فإذا أمعنا النظر في كيفية عمل كل كائن حيّ في البيئة التي نعيش فيها نستطيع أن نرى تجسد القوابين وفعاليتها ونرى أن الإنسان جزءً مهماً وفعالاً في هذا العالم وإذا توصل إلى مرحلة يدرك فيها دوره في خلق التوازن في البيئة التي يعيش فيها عندها سيفهم كيفية عمل هذه القوانين وسيرى قدر التأثير المتبادل بينه وبين الطبيعة من حوله وتفاعلها معه بناءً على سلوكه تجاه الآخرين. 

٣- على أولائك من صانعي القوانين والقرارات في كل المجتمع إدراك كيفية عمل الأنظمة العامة لقوانين الطبيعة العلمية وكيفية عملها وتفاعلها وتأثيرها السلبي والإيجابي ونتائج العمل بها أو إهمالها. فعندما يبدأ أصحاب روؤس الأموال وأصحاب الشركات الذين يؤثرون بشكل مباشر على الوضع الإقتصادي وبالتالي على حالة المجتمع بأكمله من ناحية مستوى الحياة فيه يبدأون في فهم تركيبة قوانين الطبيعة وطريقة تفاعلها ومدى تأثيرها عندها سننجح في أن نُخرِجَ العربة من الوحل كما يُقال ويزدهر الإقتصاد مرة أخرى .

 


إقرأ المزيد...
 

الأزمة المالية

_MG_3053_IY

بدأ الناس يظنون ويعتقدون بأن الأزمة الحالية ليست هي بمثابة أزمة مالية فحسب بل أن الحل يكمُن في الحاجة في تغيير موقفنا وسلوكنا العام تجاه الحياة , تجاه أنفسنا وتجاه العالم وأيضاً تجاه الطبيعة . المشكلة هي أننا نفهم بانه يجب علينا أن نتغير ولكن لا نعرف كيف وماذا يجب علينا تغيره , وليس من الممكن إكتشاف هذا التغيير بأنفسنا سيستمر الحال في تلقي الأزمات الواحدة تلو الأخرى ولكن لن نتمكن من معرفة تفادي هذه الأزمات بشكل صحيح. إنَّ الطبيعة من حولنا تتطلب منا الإرتقاء إلى المستوى " الإنساني "  والذي هو مستوى لا نعرف الكثير عنه وذلك بسبب أن ميزات هذا المستوى الإنساني معاكسة لصفات المستوى الذي نحن عليه الآن. مع الوقت سننمو نحو المستوى الإنساني تدريجيا ً وعندها سندرك الشر الذي نحن فيه , ولكن ومن تلقاء أنفسنا لن نتمكن من تغيير إتجاهنا من السلوك في طريق الشر إلى إتباع طريق الخير وذلك بسبب أن هذا التحويل يتطلب صفات جديدة ومستوى وعي جديد لا نمتلكه. ولهذا السبب بدأت حكمة الكابالا بالإنتشار في يومنا هذا والتي هي العلم الذي سيكشف لنا المرحلة الجديدة لتطور الإنسانية. 

أجوبة عالم الكابالا وتحليله للأزمة المالية من منظور علم حكمة الكابالا.

السؤال الأول: كل إنسان يقول بأن أزمة العالم المالية سببها الولايات المتحدة الأمريكية , ولكن أنت تقول بأن سببها مَحصور في صورة نظام متماسك من الأفكار والمبادىء وأن شعورنا هذا في تحليل الأمور واقع بسبب أننا موجودين في نظام عالمي متداخل ومترابط . فمن هو على حق ؟ 

الجواب : إن كلا الرأيين على حق . بما أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكثر الدول تطورا ً في العالم فهي أول من إكتشف هذه الأزمة المالية والتي هي أزمة ليست فقط على مستوى الولايات فحسب بل هي أزمة عالمية حتى ولو أنها لم تنتشر إلى دول أخرى بعد ولكن ستلحق بالجميع عما قريب لذلك لا يجب على العالم توبيخ الولايات المتحدة. ففي الحقيقة أن أوروبا والصين واليابان والإمرات العربية المتحدة وحتى روسيا الجميع يتمتع بإزدهار إقتصادي والفضل في هذا  يعود لقوة الإقتصاد الأمريكي لأن الولايات المتحدة تبتاع منهم كل شيء وخاصة المواد الخامة. ولكن عندما تتوقف عن الشراء من هذه الدول عندها سيفهم ويعرف الجميع حقيقة الواقع في تفهم الأزمة ويعي الجميع كم كانت الأمور جيدة في الماضي. عندها سيكون لديك القدرة على الإجابة على أسئلة كثيرة بنفسك هذا إذا تقبّلت حقيقة الواقع بأن الأزمة المالية وكل الأحداث الأخرى أصبحت واقعا ً حقيقيا ً وكأنها تحدث لكائن حي واحد .

السؤال الثاني: لماذا إجتاحت الأزمة المالية البنوك أولا ً ؟

الجواب : لأن البنوك هي الأساس الكامل لنظام الإقتصاد الأمريكي , فالبنوك هي ميزة السوق الحرة . ولكن الآن تقوم الحكومة بشراء هذه البنوك وهذا سينعكس بشكل واضح على أرض الواقع إذ أن حرية السوق ستصبح محدودة كما هو الحال الآن في أوروبا. مع ذلك وعلى وجه التحديد فإن المال عامل أساسي لمتطلبات الوجود الجسدي ويربط البشر معاً في وحدوية وقلته أو عدمه سياعدنا وبشكل أسرع على فهم الأساس المشترك للأزمة المالية - أي سلوك الإنسان الأناني - وتوضيح الحقيقة في ضرورة تغيير تصرفات الشخص الأنانية تجاه الآخرين من أجل البقاء . 

السؤال الثالث : ولكن ألن يكون الإهتمام بالآخرين لمصالحنا الشخصية هو أيضا ً نوع من الأنانية ؟ مثل "إهتمام " الشركات بصحة العاملين لديها ؟

الجواب: إن نظام الترابط المطلق بين البشر في العالم أكان على مستوى الأشخاص أم على مستوى الشركات أو المؤسسات التجارية يظهر بالتدريج وبسرعة , فقريبا ً سيشعر كل واحد منا وبشكل ملموس نتيجة سلوك كل منا تجاه الآخر - أولا ً على مستوى عالمي وثانيا ً على مستوى فردي . هذا النظام في كيفية إعتمادنا على تصرفاتنا تجاه الآخرين (والنية الداخلية أي ما نشعر به في قلوبنا تجاه الآخرين) سيجبرنا على البحث عن وسائل للإصلاح الكراهية السائدة بين البشر في يومنا هذا وإستبدالها بالمحبة .

السؤال الرابع:   من الذي يستطيع العيش بسهولة في غضون هذه الأزمة المالية؟

الجواب: هؤلاء اللذين أقل ترابط مع العالم . إن النظام يعمل كما الأعضاء في جسد الكائن الحي : فإذا تألمت الرجل أو المعدة أو الساعد فإن الرأس سيشعر بالألم . ولكن سنرى أن بعض البلدان ستحاول الإبتعاد عن فكرة  العولمة ووحدوية العالم في محاولتها في حماية نفسها ولكن وبناءً على هذا النظام الذي بني الكون عليه إبتعاد هذه الدول عن فكرة وحدوية العالم لن يساعدها في شيء والسبب هي في عدم قدرتها على التطور والنمو من دون التعامل المتبادل مع الدول الأخرى وخاصة من الناحية الإقتصادية, بل أنَّ سلوك كهذا سيحول بها إلى الرجوع إلى النظام الإقطاعي وسيحاول كل فرد بغريزته العودة إلى الماضي ولكن بتصرفهم هذا إنما هم يُبطئون مرحلة التغير وبالتالي سينالون ضربة القدر النهائية العظيمة والمباشرة والتي نتيجتها الإنهيار التام . فالحال هنا أشبه بمحاولة مداواة نزيف الشريان في الجسد فإذا قمت بتضميم الجلد من الخارج بعد تنظيف وتتطهير الجرح وإعطاء الشخص المسكنات لمنع الألم هذا لا يعني بأنك أوقفت النزيف بل عليك إتخاذ الإجراأت المناسبة في تصليح الشريان نفسه لإيقاف النزف وبالتالي إنقاذ حياة هذا الجسد. وهكذا الحال من ناحية المجتمع الإنساني  إذ يجب التركيز على جذوز الأزمة لإيجاد الحل المناسب والعلاج الصحيح والذي سيساعد العالم أجمع وليس الأقلية فقط .

السؤال الخامس: ما نوع العملة النقدية المتداولة التي ستبقى في السوق العالمية؟

الجواب: بعد تعدي هذه الأزمة سيتجدد العالم بشكل جذري . ولكن وبالرغم من ذلك فالولايات المتحدة قد جمعت في حوزتها إمكانيات علمية وتقنية هائلة وقواعد الصناعة الأساسية على نحو إستثنائي وممتاز وستبقى في مركز القيادة وصاحبة أضخم إقتصاد في العالم . بالرغم من أنها ستنحدر إلى الأسفل أكثر من الدول الأخرى ولكن بسبب عدد سكانها الهائل سيبقى بقية كافية من الناس أحياءً فيها مقارنة بالدول الأخرى . فإن كل شيء سينهار ما عدا التقنية التكنولوجيا الأمريكية العالية .فالولايات المتحدة الأمريكية ستبداء من جديد عملية الإنتاج الكامل وستعود جميع شركاتها من الخارج لهذا الغرض بعينه أي ستعود من الصين وهذا مما سيؤدي إلى سقوط الصين ودول أجنبية أخرى .

السؤال السادس: لماذا الجميع خائفون من هذه الأزمة المالية , فأنا لا أشعر بالخوف ؟

الجواب: كل الأزمات المالية السابقة التي مرّ بها العالم من قبل كانت مختلفة - إذ كانت ذات أساس محدود ومفهوم ولم تكن عامة كما هو الحال عليه الآن . ولكن هذه الأزمة عالمية وواقعة في كل أرجاء العالم وهي على خلاف كل الأزمات السابقة التي سبق ومر بها العالم . فإنه لا يوجد طريقة علاج لدينا لإيقافها أو تفاديها فالناس يحاولون إستخدام الطرق القديمة التي إستخدمت في معالجة الأزمات الماضية والتي تتمثل في إعانت البنوك , ولكن كل هذا سيكون من دون جدوى بل أنه في تفاقم الأزمة سيجد العالم نفسه مجبراً أمام هذا الوضع على مواجهة السبب الحقيقي للهذه الأزمة المالية والذي يتلخص في السلوك الأناني للإنسان والذي بدوره أدي إلى هذا الشرخ العميق في نظام هذه القوانين مما سيؤدي إلى دمار جسد البشرية فالطبيعة لن تتغاضى عن فعلنا هذا إذ ستقوم بتصليح هذا الشرخ لإيجاد التوازن بين عناصرها تبعاً للقوانين. بغض النظر عن ردود الفعل في محاولتنا في شرح وتفسير السبب الحقيقي لهذه الأزمة المالية , يجب علينا عدم فقدان الأمل والإستمرار في أداء مهماتنا وواجبانتا. فالذي يمكننا عمله هو محاولة حث العالم على تفهم سبب الأزمة الحقيقي وطريقة تصحيحها. وهذا يتطلب منا الصبر ولكن من خلال المعاناة والمحاولات والفشل الذي سيواجهه العالم سيدرك الناس الحقيقة في ما نقوله وبالتالي الإستماع لما نقوله .

إقرأ المزيد...
 

هل ستنتهي الأزمة الإقتصادية الحالية أم أننا على أبواب أزمة أخرى أكبر؟

 

النمو الإقتصادي

المستثمرون والمقاولون ليسوا الوحيدين الذين يبذلون جهودهم عبثاً ومن دون ثمر والمحامين أيضاً اللذين يعملون وبخاصة في قضايا الأمور العائلية وأيضاً مسؤولي الإعلام في شركات تصنيع السيارات يعملون كل ما بوسعهم في محاولة جعل العالم مكان أفضل للعيش ومساعدة البشرية .

ففي النصف الأخير من السنة الماضية إنزعج الكثيرين من مسؤلي البنوك وإتخذوا موقفاً ملحوظاً من رئيس الخدمات في السلطة المالية والمصرفية في المملكة المتحدة البريطانية لأنه وصف عملهم  وجهودهم التي يبذلونها  بأنهم " غير مفيدين للمجتمع ". والآن يُبدي السيد إيدار تورنر حُكمه في وضع إطار أوسع لهذا التعريف الصريح والصائب من خلال سلسلة من المحاضرات ألقاها في كلية الإقتصاد في لندن .

ففي المحاضرة الأولى إستهدف السيد  تورنر تأسيس الفكرة القائلة أن النمو الإقتصادي يمنح الناس السعادة ولكن في النهاية  إتضح بأن هذا المفهوم  ليس  بصحيح أي أن النمو الإقتصادي لا يعود بالسعادة الحقة ولا يولد أي نوع من الإكتفاء في حياة  الناس بل العكس هو الصحيح فإنه كلما زاد النمو الإقتصادي وزاد الإزدهار والثراء في المجتمع كلما أخذ الناس يعملون في مجالات لا منفعة فيها للصالح العام والتي تكون نتائجها  ليست فقط سلبية وغير نافعة ولكنها مدمرة للمجتمع الإنساني .

تعليق عالم الكابالا: لنأمل  بأن السيد تورنر ليس هو الشخص الوحيد الذي توصل إلى معرفة هذه الحقيقة بل أن هناك آخرين أيضاً ممن توصلوا إلى معرفة هذه الحقيقة من اللذين بإستطاعتهم تغيير المجتمع والعالم بأكمله . يعلمنا علم الكابالا بأنه يجب علينا مراعاة وإحترام قوانين الطبيعة وعلينا إستهلاك ما نحتاجه فقط للبقاء على قيد الحياة وليس تخزين ما فوق طاقطنا ففي تخزين وإحتكار كل شخص منا فوق طاقته يحرم الآخرين من الموارد الأساسية للعيش فبحسب قوانين الطبيعة إن كل ما هو محتكرٌ فوق مستوى حاجة الشخص يعود عليه بعواقب سيئة.
 

سؤال: يعي الكثير من الناس بأن هذا العالم في حالة تدهور ومتجه نحو الإنهيار الكامل والكثير يحاولون عمل ما يستطيعونه لرغبتهم في إيقاف حالة التدهور هذه , من ناحية أخرى إن كلماتك عن محبة الغير والوحدة بين البشر تبدو لهم أنها كلام غير واقعي وأيضا عندما تتكلم عن الخالق فهم ينسبون كلامك على أنه متعلق بالدين ولا يعودون يَودون سماع أي شيء آخر. إذاً كيف بإمكانك شرح تلك الأمور لهؤلاء ؟

الجواب:  الكابالا علم وليست دين وبالإمكان شرحها على مستوى بسيط وواضح لأي شخص ما . هل تتقبل الواقع الحقيقي بأن عالمنا أصبح الآن مؤلف من أجزاء متكاملة وبجمعها تشكل وحدة تامة ؟ هل ترى وتدرك بأن هناك قوة تٌسيطِر على هذا العالم ؟ من خلال الكابالا نحن نُظهر كيف أن كل شيء مرتبط معا ً بشكل متلازم وغير منفصل وينمو بمُفرده في مراحل معينة.

نحن لا نعلم ما سيحدت بعد لحظة من الآن ولكن نرى بأن كل شيء في الطبيعة وُضع في مكانه المعين لهدف محدد وله دوره الخاص به والذي حدده الخالق عندما جعله في هذا العالم . نحن بإستطاعتنا إستخدام هذه القوة والتي هي جزء من الطبيعة . فإن كل شيء في الطبيعة من حولنا مرتبط ويعمل في نظام واحد وبإنسجام ويا حبذا لو أننا نجتمع معاً من خلال هذا النوع من الإرتباط ! لأننا في هذا الحال نستطيع أن نجتذب إلينا تأثير الطبيعة الإيجابي كوننا نعيش فيها . أنا لا أتكلم عن أمور غير واقعية بل على العكس إذا كنا نريد أن نستخدم قوة الطبيعة يجب علينا التماثل بصفاتها في كيفية الإرتباط بين عناصرها في العمل معا  فهذا قانون ينطبق على كل شيء وعلى أي قوة من قوات الطبيعة ومن ضمنها  القوة الكهربائية  والقوة المغناطيسية والتي نشعر بها مع أنها خفية عن الأنظار .

كلما تماثلنا بالصفات والسمات مع هذه القوات كلما تواجد المجال أمامنا لنشعر بتأثيرها علينا وعلى محيطنا من حولنا بشكل واضح وفعّال . كلما كان تفكيري قريب ومتماثل مع تفكيرك كلما زادت قدرة إحساسي بك في داخل مشاعري واكون مرتبط بك على مستوى المشاعر والتفكير . فهكذا نستطيع التقرب من بعضنا البعض وأن يتفهم واحدنا الآخر . بكلمة أخرى يجب علينا فهم ما يلي:

*  نحن موجودين في داخل الطبيعة ونحن جزء تام ومتكامل منها ولكننا لسنا أسيادها ولسنا ذو سلطة عليها.

*  يجب علينا أن نعترف بأننا مرتبطين الواحد بالآخر . فأن جميع العلوم وعلى مختلف أنواعها ودرجاتها

تثبت هذه الحقيقة بأن البشر كالخلايا في الجسد الواحد مرتبطين بعضهم ببعض ويحتاج الواحد الآخر

لبقائه في هذا العالم .

*  نحن البشر أكثر أجزاء الطبيعة خلل وذو عيب وهذا ما يؤدي إلى المأساة  في العالم, فإلى جانب الإنسان أن كل ما يوجد في الطبيعة موجود في حالة إنسجام تام وإذا وجد أي مشكلة في هذا النظام يكون الإنسان سببها . ولهذا يجب علينا إيجاد أسلوب حياة جديد ! أسلوب التعاون , ويجب أن يدرك كل منا بأن أسلوب التعاون المتبادل بيننا والذي يربطنا معاً كما نراه متجسداً في الطبيعة بين جميع عناصرها  أسلوب موجود ضمن نظام القانون الذي يُسيرها والذي يقضي علينا بالإلتزام بطريقة التعايش معاً . 

مستقبل العالم 

بدأ الناس يدركون التأثير الفتاك والمدمر الكامن في قوة الإعلام على بيئة الإنسان . إلى جانب العملة المالية والسوق المصرفية يلعب الإعلام دوراً قوياً ومؤثراً في تحديد مستقبل الإنسانية . إن جيلنا وجيل المستقبل يعتمد على تأثير البيئة عليه في جميع أصعدة الحياة ونواحيها. إذاً دعونا نأمل بأن تدرك البشرية  هذه الحقيقة وهذا الوضع حتى نستطيع ومن البداية الحد من التأثير السلبي المنتشر في كل مكان في يومنا هذا , ومن ثم الأخذ بتوجيه هذا التأثير في الطريق الصحيح وتغيير مساره ليكون ذو تأثير إيجابي على المجتمع وعلى البشرية أجمع . دور علم الكابالا محصور في مساعدة البشرية على رؤية الوضع الذي نحن فيه على واقعه الحقيقي وإدراك ما يتوجب عمله.

إن العالم ينمو بشكل تدريجي نحو تكوين وجهة نظر إنتقادية نحو الوضع الذي يواجهه وتجاه النظام العالمي الذي نحن فيه والذي يؤثر على كل فرد منا في كافة نواحي الحياة . والسبب  بالتحديد هو أن النظام العالمي إنتشر في كل أنحاء العالم وفي كل دولة وأصبح مركز الجدال إذ أنه  يثير القلق بين الجميع . يجب على البشرية أن توجه إهتمامها وعنايتها بشكل جدي نحو هذا النظام .

فنحن لم نعد نسمح لأي شخص بأن يتصرف بأي سلوك يحبذه ويعمل ما يحلو له مستخدماً وسائل الإعلام فإن مجال الإعلام بقوة تأثيره يجب أن يكون في حوذة أناس حكماء إذ أنها قوة عظيمة في تأثيرها على المجتمع والبيئة ولا يمكن أن تؤمن في أيدي ديكتاتوريين . إن تطور الإنسانية قادر على تحطيم كل الحدود والعوارض التي تواجهها إلا أنه يجب علينا جميعاً أن نعير إنتباهنا إلى نزعة المقاومة ضد هذا التطور ونحد من قدرة وسيطرة الإعلام السلبية والتي لا يتوافق إلا مع هؤلاء أصحاب المصلحة الشخصية الذين يسعون وراء الربح الشخصي على حساب الإنسانية. فإذا أم نضع حد الآن لإيقاف هؤلاء الذين يجرون بجشع وراء مصالحهم الشخصية سنجد أنفسنا مجبرين على هذا من خلال رد فعل البيئة في إندلاع المعاناة علينا في العالم. في علم الكابالا هناك دائماً شجار بين خط اليسار وخط اليمين فكل منهما يدعي بأنه الأفضل ولكن كليهما بمفرده غير كامل أو دائماً على حق لذلك توجب وجود الخط الوسط والذي يجمع بينهما في إيجاد نقطة التوازن لتقدم الإنسان.

ليس المقصود بهذا دمج الإثنين معاً أو محاولة التساوي بينهما لهدف إيجاد حل وسط كما هو الحال المتعارف عليه في التعامل بين الجهات السياسية المختلفة , لا  بل أن الخط الوسط هنا هو تواجد طريقة وأسلوب ومنهج في النظر إلى الأمور من منظور الصالح العام والذي يعلو أي نزعة أنانية فردية أو جماعية , الخط الوسط هو أسلوب ومنهج يتحلى بسمة محبة الغير في العطاء المطلق من دون أنانية ومصلحة شخصية. إتباع منهج كهذا قادر أن يجمع بين البشر في وحدوية يعمها السلام .

ما هو النجاح ؟

السؤال: لم يعد لدينا الموارد الماليه اللازمة ليستطيع الجيل القادم أن يذخر المزيد من المال أكثر مما تمكّن أبائهم من قبل . ولم يَعُد بإستطاعة

الجيل القادم أيضا ً إستخدام المصادر التي في العالم كما أستفدنا نحن منها . فقد حان الأوان لإجراء عملية جَرد ٍ على المخازن وإيجاد مبداء وتعريف جديد لمعنى كلمة النجاح . فهل النجاح هو الحصول على ثروة مالية أو هو الشعور بالغنى؟

الجواب: الغنى هو بناء علاقات طيبة مع الآخرين, الغنى هو العيش بإنسجام مع الحياة, الغنى هو إحساسُ الإنسان بأنه يعيش حياةً مُستقيمة ويسلوكُ بكرامة. كيف نثقف أولادنا وأحفادنا حتى يعلموا الواقع بأننا جميعنا في هذا العالم نُشكل مُجتمعا ً عالميا ً واحدا ً ولا بد من أن نهتم بشؤون وإحتياجات بعضنا البعض, هذا هو ذروة النجاح في الحياة .النجاح العام هو نجاحنا بأن نعيش بإنسجام مع قوانين الطبيعة. فللبشريّة, هذا هو قانون الأخذ والعطاء وفقا ً لقدرتك, حيث أن الهدف الذي نسعى إليه هو الحرية عن طريق تصحيح أنفسنا .

التفكير فى الآخرين هو المبدأ الرئيسي لإنهاء هذه الأزمة.

السؤال : إنّ أمر وضع نهاية لهذه الأزمة ما زال مُستمرا ً في التأجيل. في البدء قال الناس بأن الأزمة ستنتهي فى غضون شهرين, ومن بعدها توقعوا النهاية في غضون سنتين , وأما اليوم فهم يقولون بأن الأزمة رُبما تستمر خلال العشر سنوات القادمة. فكيف سنستطيع البقاء من دون أي رواتب تقاعدية والفوائد المصرفية, ومخازن الطعام الإحتياطية, والقدرة على دفع فواتير التدفئة والكهرباء . تماشيا ً مع تعليم حكمة الكابالا, متى ستنتهي هذه الأزمات ؟

الجواب: ستنتهي كل هذه الأزمات عندما يبدأ كل شخص منا بالإهتمام بحاجات الآخرين عوضا ً عن الإهتمام والتفكير بنفسه.

 

الوكالة العالمية للطاقه تُحذر من أزمة إقتصادية أخرى عظيمة في عام ٢٠١٣

من الأنباء: " من محطة ال IRNA " :أعلنت الوكالة العالمية للطاقة من مقرها الواقع في مدينة باريس في يوم السبت أنه من المحتمل ان يواجه العالم أزمةً إقتصاديةً جديدةً وضخمةً في عام ٢٠١٣ كنتيجة نقص وعجز هائل في إنتاج البيترول. حذر رئيس الوكالةمشيرا بأنه سيكون هبوطا ً وإنهيارا ً مُفاجئا ً في الوقود العالمي الإحتياطي وفي القدرة على إنتاج النفط في عام ٢٠١٣ . صرح السيد نوبو تانَكا مدير الوكالة قائلا ً: " بأنه من المحتمل بأننا مُتجهين نحو أزمة جديدة بمقياس يتجاوز في أبعاده الأزمة الحالية ".

التعليق : بدأت الأزمة منذ عدة عقود سابقة, منذ منتصف القرن العشرين تقريبا ً. فقد عُرضتْ للنقاش في المنتدى الإقتصادي الذي عُقد في روما وعُرضت أيضا ً في مُنتدى بودابست حيث كنت أنا عضوٌ فيه. فالأزمة هي متعددة الأبعاد وتخترقُ جميع مجالات وفعاليّة نشاطات الإنسان. فأنا كنت وما زلت أتحدث عنها من منظور حكمة الكابالا منذ فترة العشر سنوات الماضية. ولكن بدأ الناس يشعرون بالإضطراب فقط عندما أصبحت الأزمة إقتصادية وأخذت تؤثر على نوعية المعيشة. لقد أضعنا الكثير من الوقت, وعلينا بالتصرف الآن قبل الغد. وإلاَّ فإن الأزمة ستتطور نحو الأسوأ وستستمر حتى تُجبر المُعانات البشر بأن يدركوا أن عليهم أن يُصبحوا متشابهين بالصفات والجوهر مع الطبيعة, وأن يكونوا مترتبطين معا ً بشكل مُتكامل وتام, وإحراز "الضمان المشترك" بمحبة الإنسان للأخيه الإنسان.أو ببساطة الأمر أن الأزمة ستستمر حتى يبدأ الناس بمحبة بعضهم البعض كما يُحب الإنسان نفسه. فعندما يَصلون إلى هذه المرحلة, ستنتهي كل الأزمات.

ما هي العلاقة الصحيحة بين شركات الأعمال والحكومة فى عصرنا الحاضر ؟

السؤال: علينا حماية السوق التجارية الحرة من التعدي والسيطرة الحكومية. فنحن بحاجة لتطوير تقنية التكنولوجيا المهنية والتي تسمح لأصحاب الأعمال بإلغاء الضرائب الحكومية وتسوية العلاقات المهنية بشكل مناسب فيما بينهم .فإن مفهوم الحكومة الوطنية والذي يطوف بغير وضوح فوق البشرية, يتكون من مجموعة صغيرة من الناس من أصحاب النفوذ والقوة العليا حيث بإمكانهم تنظيم القوات المسلحة وإنتاج أسلحة الدمار الكامل وشن الحروب. يجب علينا إستبدال مفهوم الحكومة الوطنية بمفهوم حرية الفرد _ المواطن العالمي. فليس على الحكومة بأن تتداخل في أمور التجارة ولا أن تفرض عليها الضرائب ولا أن تضبط علاقات إدارات الأعمال . ببساطة, بما أن الحكومة غير قادرة على تحقيق الإصلاح الممكن من خلال تقنيات التكنولوجيا الحديثة, فيجب عليها أن تتلاشى وتزول .

الجواب : لا يعطي علم الكابالا تعليمات للبشر عن التغييرات المستوجب إتخاذها, ولكن يوصينا أن نتعلم من الطبيعة, لأنها هي الطريقة الوحيدة لتفادي الأخطاء التي نرتكبها دائما. كل ما يحدث في عالمنا يأتي من فوق ويُنجز بواسطة النور . ولكن الآن كل ما يحدث جار ٍ في مسار المعانات والتي من خلالها يضع النور الضغوطات على البشرية بهدف النمو والتقدم نحو الهدف .في يومنا هذا, إن نمو وتطور الجنس البشري غير قائم على نمو غرور وأنانية الإنسان بل على إتحاد الجنس البشري في وحدوية كاملة. للوصول إلى هذه المرحلة, إذا ً يتوجب على كل شخص أن يمْحق غروره الشخصي من أجل المنفعة والصالح العام . هكذا حالة المجتمع في المستقبل, وعلم حكمة الكابالا ترشدنا وتعلمنا كيف نبني هذا المجتمع.

لم يعد بإمكاننا المنافسة بعضنا مع البعض لأننا كائنٌ حيٌ واحدٌ

من الصحف: "من صحيفة النيويورك تايمز" :قال وزير العمل الفرنسي لورينت واكيز : " أن فقدان العمل والبطالة يُشكلان تهديدا للاستقرار العالمي","هذا الوضع أسواء ما تعرض العالم له منذ سنة ١٩٢٩ ". الشيئ الوحيد والجديد في هذه الأزمة هو أنها أزمة عالمية, ونحن دائما نتحدث عنها. فهذه الأزمة موجودة في كل بلد, وهذا ما يميز هذه الأزمة عن الأزمات الماضية.

تعليقي : هذا الأمر صحيح: فالذي يميز هذه الأزمة هو أنها عالمية. وهذا الفرق هو نوعيا ً وليس مقداريا ً. فليست هي بأزمة أصابت عدة بلدان في العالم ولكنها إجتاحت العالم بأكمله. فقد ربطت هذه الأزمة كل دول العالم بشكل كبير حيث كشفت صلتنا وإرتباطنا سوياً. والآن يتوجب على كل منا أن يدرس هذه الظاهرة. فالقوانين الجديدة ونوعية الحضارة الإنسانية في هذه الأيام تنشأ فقط عن طريق الترابط الكامل بين جميع الناس,والمجتمعات, والدول, والأمم كالترابط الذي يجمع الناس في قرية صغيرة. فلن يمكننا الخروج من هذه الأزمة من دون بناء هذا النوع من الترابط. في الماضي أحرزنا التطور عن طريق المنافسة البسيطة بيننا كما وصفها داروين. ولكننا الآن فإننا كائن حيّ واحدٌ ولم يعد بإمكاننا المنافسة الواحد ضد الآخر . بل على العكس, فإن الطريقة الوحيدة والتي نستطيع التقدم من خلالها هي التقارب من الآخرين والوصول إلى حالة الإنسجام مع بعضنا البعض.

التهديد بإلغاء العولمة يُذكرنا بأننا يجب أن نتعلم أهمية الإرتباط فيما بيننا وكأننا نعيش معا ً في " قرية عالمية صغيرة " من الأنباء " من صفحة عالِم في الإقتصاد ":إندماج الإقتصاد العالمي في مرحلة تراجع وإنهيار على كل الجهات وعلى كل المستويات. العولمة تعني مراحل الإندماج العالمي لحركة الإستراد والتصدير , والأموال, والأعمال في العالم كله. في الوقت الحاضر, إن كلا ًمن هذه المراحل في حالة خلل. فإن هذه المراحل في حالة إرتداد عكسي.فالتجارة العالمية في حالة تدهور .ففي شهر كانون الأول الماضي صرحت الشركة العالمية للنقل الجوي بأن مركز النقل الجوي " والمسؤل عن أكثر من ثُلث الحركة الجوية لشحن السلع والبضائع العالمية " شاهد هبوطا ً بمقدار ٪٢٣ في حركة الشحن في شهر كانون الأول من سنة ٢٠٠٧ - تقريبا ضعف الهبوط الذي واجهه العالم في نهاية شهر أيلول من سنة ٢٠٠١. في إقتراع للآراء أُجري في سنة ٢٠٠٧ من قِبلْ جمعية- بي إي يو – العالمية للسلوك والآراء, وجدت بأن الغالبية العظمى من الناس في ٤٧ بلدا ً يعتقدون بأن التجارة العالمية أمر جيد ولصالحهم , والغالبية العظمى في ٤١ دولة من بين ٤٦ دولة رحبوا بالمؤسسات والشركات المتعددة الجنسية.

بينما أظهر إقتراع الآراء الذي أجرته محطة الأخبار العالمية CNN شهر تموز من سنة ٢٠٠٨ وجدوا وللمرة الأولى, أن هناك مجموعة صغيرة منالمواطنين الأمريكيين ينظرون إلى التجارة العالمية كمصدر تهديد وليس كفرصة للإنتهاز . أشاع التدهور الإقتصادي تعبيرا ًجديدا ً وهو إلغاء العولمة. رئيس الوزراء البريطاني السيد جوردن براون من ضمن هؤلاء الذين يهابون النتائج السلبية لفكرة إلغاء العولمة .

التعليق : إن السيد جوردن براون على حق. في الواقع أنه من الممكن ان فكرة إلغاء العولمة ستؤدي إلى حرب عالمية. ولهذا الغرض بعينه, أنه من الضروري أن نجد طريقة ترتباطنا جميعنا ً وكأننا كلنا نعيش في " قرية عالمية صغيرة ". والطريقة الوحيدة لتواجد هذا النوع من الصلة والإرتباط يكون بمعرفة وإدراك كل فرد منا بأننا وبالتاكيد مُعتمدون على بعضنا البعض . هذا هو بالضبط ما تُعلمه حكمة الكابالا, فهذه الحكمة تُساعدنا على إدراك الواقع في كيفية إعتمادنا المتبادل بعضنا على بعض.

في البدء نُدرك هذا الواقع من ناحية غرورنا ورغباتنا الأنانية والتي بدورها تُساعدنا على التميز والإدراك بأن رغباتنا الأنانية هي الشر نفسه. ومن ثم تُرينا حكمة الكابالا كيفة تصحيح هذه الرغبات الأنانية, وكيفة إستبدالها بسلوك وعلاقات طيبة مع الآخرين في مُجتمعنا الوحدوي وفي " قريتنا العالمية الصغيرة".

الأزمة العالمية هي ولادةٌ لعالم جديد

سؤال : سيدي أنت غالبا ما تقول بأن هناك أزمة متعددة الوجوه مستمرة ومن ضمنها أزمة العلم والدين. ولكن ما هي الطريقة الصحيحة لتعريف هذه الأزمة, ما هي نوعية هذه الأزمة ؟

الجواب: الأزمة التي نشعر بها ونلاحظها تُظهر بوضوح قلة تشابُهنا مع الطبيعة. فإن كل شيئ موجود في الطبيعة مترابط بصلة مُشتركة. وبما أننا جزء من هذه الطبيعة يجب علينا السلوك وكأننا جزءٌ مُتكامل فيها, نتفاعل بإنسجام مع كل جزء ٍ من أجزائها ككائن حيّ واحد. ولهذا السبب فأنا أنظر إلى هذه الأزمة على أنها فرصةٌ لولادة عالم جديد . مثل إنكسار قشر البيضة وظهور الفرخ منها إلى العالم, أو كآلآم المخاض الذي تشعر به المرأة, فالأزمة تُمثل حالة الإنكماش والتقلص الذي يسبق ولادة الإنسانية لعالم جديد .

ستُحررنا الأزمة من قيود النفقات الغير ضرورية

من الصحف " من صحيفة النيويورك تايمز ": تُشير الحقائق والبيانات بأن خسارة معهد الفنون والمواهب الطبيعية هي أسواء خسارة من نوعها منذ أعوام السبعينات بسبب الضربة الشديدة التي تلقتها السوق التجارية. هذا الهبوط الذي أُعلن عنه في التقارير هو الأكبر من نوعه لأهمية وقيمة المعهد وجامعة الفنون الطبيعية منذ حوالي منتصف السبعينات.

من الصحف : " من صحيفة النيويورك تايمز " :" صرحت جامعة براندي بنيّتها في بيع مجموعة من الرسومات الفننة للحصول على المال". قرر مجلس الأمناء عن الميزانية لجامعة براندي يوم الإثنين وبعد التصويت بالإجماع بإغلاق أبواب متحف الفنون الجميلة وبيع محتوياته من أجل توفير الدعم المادي اللازم لسد حاجات الجامعة.

تعليقي : الأزمة ستُخلي الجامعات من قيود النفقات المفرطة والبرامج التي لا ضرورة لها, ومن كل التخصصات والأخصائيين اللذين لا حاجة لهم, وإبقاء فقط ما هو ضروري وأساسي . وهذا ما سيحدث في حياة الناس من يوم إلى يوم آخر في إبقاء ما هو ضروري وأساسي للمعيشة اليومية.

من الأنباء : " من المحطة الفرنسية قناة ٢٤ ":" إن عدد مستخدمي شبكة الإنترنيت فاق البليون شخصا ً ". تجاوز عدد الأشخاص الذين يستخدمون شبكة الانترنيت حول العالم ما يفوق البليون شخصا ً. أفاد تقرير شركة البحوث الإحصائية ComScore INC. بأنه في شهر كانون الأول الماضي بيّنَت الإحصائيات بأن عدد مستخدم شبكة الإنترنيت كان في الصين حوالي ١٨٠ مليون, تبتعها الولايات المتحدة الأمريكية ١٦٣ مليون, واليابان ٦٠ مليون, وألمانيا وبريطانيا في ما يقارب ٣٧ مليون, وفرنسا ٣٤ مليون, ومن ثم الهند بحوالي ٣٢ مليون, ثم روسيا ٢٩ مليون, والبرازيل ٢٨ مليون, وكوريا الجنوبية ٢٧ مليون,وايطاليا ٢١ مليون.

التعليق : بناءً على هذا يجب علينا إجاد نظام تعليمي عالمي. لأنه لهذا الغرض بالضبط وجدت شبكة الإنترنت.

إن الأزمة العالمية تقودنا نحو إضظراب هائل

تقرير صحفي: " من صحيفة النيويورك تايمز ": " إنهيار حكومة آيسلاند". إنهارت حكومة آيسلاند الإتحادية يوم الإثنين. هناك أيضا ً مظاهرات بأعداد هائلة في لاتفيا, ليتوانيا, اسبانيا, واليونان. كما وبداء الشغب والفوضى في فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

التعليق : إن المقاومة والمعارضة لفكرة المجتمع الوحدوي العالمي بدأت تظهر وتتجلى على شكل فوضى مُتضاخمة . الكراهية المشتركة تندلع وتتدفق على المستوى الدولي وعلى مستوى الطبقات الإجتماعية,وحتى بين القطاعات الحكومية, والطريقة الوحيدة لقمع هذه الكراهية يكون من خلال التعليم والثقافة العالمية, التي من الواجب أن تبداء حالا ً في كل أرجاء العالم. أي دولة من العالم تُطبق هذا النوع من التربية والتعليم العالمي فإنها بالتاكيد ستصنع سلاما ًوتحافظ على الأمن في كل أرجائهاونشاطاتها .

الأزمة المالية ستُجبر الناس على تخفيض نفاقاتهم المعيشية

من الأنباء " من محطة ار-تي " :عندما أخذت الأزمة الإقتصادية تتفاقم وإشتد تأثيرها اللاذع , شرع سكان روسيا بإعطاء الأولوية لحاجاتهم ونفقاتهم بصرف المال على الطعام وعلى الحاجات اليومية الضرورية. وفقا ً لنتائج التقرير الذي قدمته شركة نيلسن للبحوث,إن حوالي ٪٩٥من الروس لاحظوا زيادةً في الأسعار هذه السنة. وصرح ٪٧٣ منهم أنهم بداءوا بالتحفظ في شراء البقول والمنتجات الأخرى للإستهلاك اليومي, فيما صرح ٪١٠ من السكان بأنهم لم يعودوا يشترون الحلويات والكيك أو الكاتو , وأما ٪٨ منهم لم يَعُد بوسعهم شراء اللحوم أو الفودكا.

التعليق : إذا قام الناس بتصحيح أنفسهم فإن العالم سيمتلئ من كل أنواع الطعام بوفرة. أما الآن وبالرغم من أنه يوجد أكثر بكثير مما نحتاجه من كل شيئ موجود في العالم , فإن الفساد السائد هو الذي يُنشئ هذه الأزمة, ولذلك نحن عاجزين عن إستبدال المحاصيل والمنتجات فيما بيننا بشكل صحيح .

 

لم يسبق للعالم المرور بأزمة من هذا النوع في الماضي

من الصحف ( من صحيفة الوول ستريت) : قَلقا ًوخوفا ًعلى ثروته من الضياع, أقدم البليونير الألماني على الإنتحار " أدولف ميركل , وهو واحد من أغنى رجال ألمانيا إنتحر. وجدتْ جثة السيد ميركل يوم الإثنين ليلا ً قرب مسارات القطار ......في مُقابلة نادرة أجريتْ مع السيد ميركل في الشهر الماضي, صرّح فيها لصحيفة " الفرانكفورتر آلجمين زيتانك" الألمانية بأنه قد نجا عدة مرات مِن إنهيار السوق المالية " البورصة ", ولكنه عاجز عن قياس أبعاد أزمةٌ مصرفيةٌ وماليةٌ بهذا الحجم.

التعليق: كان السيد ميركل على حق, فلم يعهد التاريخ البشري أبدا ً أزمة كهذه, لأن الأزمة الحالية هي"نوعية "بصفتها. وسببها هو مُقاومة المجتمع الإنساني للطبيعة. لقد أصبح المجتمع عالميا ًوكل إنسان فيه مرتبط بالآخر وكأننا نعيش في "قريه صغيرة" حيث كل فرد منا يعتمد تماما ً على الآخر . مع ذلك فإن كراهيتنا النابعة من أنانيتنا وغرورنا المشترك قضى على كل الروابط بيننا. إن فقدان صلة الترابط بيننا آخذين بعين الإعتبار بأننا نعيش في عالم ذو نظام وحدوي, يتجلى لنا وكأنها أزمةٌ في النظام نفسه, أزمة تنعكس على كل مجالات ونشاطات حياتنا. لن تنتهي هذه الأزمة إلى أن نجدَ حلاّ وأسلوبا ً أو وسيلة لنتعايش سويا في عالم تجمعنا فيه روابط المحبة والكرم تجاه بعضنا البعض. فهذا الذي يتطلبه منا نظام هذا العالم الذي نعيش ونحيا فيه . لن يكون بإمكاننا تفادي هذا التواصل . فيجب علينا إطاعة قانون " أحب قريبك كما تُحب نفسك" والتقيد بقواعده . فالخيار أمامنا, إما الخضوع لهذا القانون من خلال المُعانات "كما كان وما زال الأمر عليه الآن" أو من خلال إدراكنا لضرورة تطبيق نظرية علم حكمة الكابالا في حياتنا .... فالخيار لنا .

جمعيات خيرية, نبالة إنسانية وأعمال سطحية أخرى لن تساعدنا في مُعالجة وحل الأزمة.

السؤال : هذا ما صرح به نائب رئيس الإتحاد الروسي للصناعة ورجال الأعمال فيما يتعلق بحصيلة الأزمة المالية. فقد قال : "لن يكون بإستطاعتك تفادي الأزمة. فإن العالم اليوم يسير بإتجاه العولمة, لذلك فإنه من الحماقة الإعتقاد بأن في وسط بحر هذه الظروف العديمة الإستقرار أنه ما زال هناك جزر آمنة يعمّ فيها الإزدهار والرخاء. أولا ً وقبل كل شيئ يتوجب على الناس الإلتزام عن الصرف على سبيل الفخر والتباهي. في غضون المئة سنة الأخيرة, قد أظهر المواطنين الأمريكين فكرة " النبل والشهامة الإنسانية أثناء الأزمات" والتي من ضمنها التبرعات والصدقة ".

التعليق : هذا كله ليس كفايةً. فإن ما نحتاجه هنا هو فحصٌ دقيقٌ للوعي الإنساني وتصرف الإنسان تجاه نفسه, وتجاه العالم, وتجاه الخالق. فإن النُبل والجمعيات الخيرية والصدقات لن تُساعد في إصلاح أي شيئ في العالم . بالتدريج, بداء العالم يكتسب الإدراك والتقدير بإن المهام الإنسانية والتي " لا تتعلق بالبيئة" يتوجب علينا حلها الآن, عندها سيكتشف الناس منهج وطريقة حل هذه المهام والتي هي منهج علم حكمة الكابالا . ولكن في الوقت الحالي لا يزال العالم يواسي نفسه مفكرا ً بأنه من المحتمل مُعالجة الأمور كما في الماضي بعمل بعض التغيرات السطحية.

هذا ما كتبه الصحفي مارتن وولف في صحيفة الفايننشل تايمز : " أي قرارات ستُتخذ في عام ٢٠٠٩ ستُحدد قضاء ومصير العالم كله ..

" فأهلا ً بكم إلى عام ٢٠٠٩ ". هذه هي السنه التى سيُحتمُ فيها مصير الإقتصاد العالمي وربما للأجيال القادمة . ولكن البعض منا يُعلل نفسه بالأمل بإنه ما زال في إستطاعتنا إعادة وتجديد النمو المضطرب للإقتصاد العالمي في منتصف هذا العقد .

إنهم على خطاء. فالخيار الوحيد أمامنا هو بما سنستبدل به عدم التوازنهذا . فالخيار هو بين أمرين, إما إيجاد التكافئ والتوازن الأفضل للإقتصاد العالمي أو تبعثره وتحطيمه تماماً, لا يُمكننا مُتابعة تأجيل هذا الخيار . يجب علينا إتخاذ القرار في هذه السنة . فنحن في قبضة أخطر أزمةٍ ماليةٍ عالمية والتي ستستمر خلال السبعة العقود القادمة . بالنتيجة سيفقد العالم الممولين والمؤسسات لتأمين الديون , وعلى نطاق واسع , إرادة إقتراض وإستلاف القطاع الخاص . فالخيار في الإعتماد على العجز المالي الضخم لخزينة الولايات المتحدة, وتوسيع الحوالة المصرفية وقروض البنك المركزي هو حلٌ مؤقت ووسيلة مناسبة ولو أنها تبدو بأنها " ضرورة ". ولكنها لن تَفي بالمطلوب ولن تعطينا النتائج المرجوة ولا الأساس المتين لإعادة النمو الإقتصادي . إننا بحاجة إلى التغير الأساسي .

هل بإمكان الصين وامريكا تقرير مصير العالم ؟

من الاخبار ( من صحيفة الفايننشل تايمز ): تحت عنوان " التجمع الثنائي الذى بإمكانه تغيير العالم ".

إقترح المحلل السياسي الأمريكي زبينيو برزيزنسكي مستشار باراق اوباما خلال حملته الإنتخابية ومُستشار مجلس الأمن الدولي السابق للرئيس كارتر إقترح بأن المفاوضات الجماعية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية قادرة على حل جميع مشاكل العالم.

تعليقي : إن لم تُجبَرْ بقوة الظروف الخارجية, فإن أي نوع من الإنعزالية سيكون مُعارض لعملية التصحيح الكامل للقوانين الكونية للطبيعة التي بدأت تظهر في عصرنا . ولذلك فإن أي مفاوضات تُجرى بين الدولتين فقط ومن دون مُساهمة دول العالم الأخرى, ستجلب أزمةً أعظم من الأزمة الحالية.

هذه الأزمة هي خطوة نحو الإنسجام الأبدي.

 

تقرير صحفي جديد: " مترجم من صحيفة سكابسس الروسية "

دُعيت السنوات الأخيرة " بعصر العولمة " وهذه السنوات لن يُنسب إليها بعصر الإزدهار في تاريخ الإنسانية. ولكن سيُجرى البحث فيها (هذا اذا بقي أحدٌ على قيد الحياة ليُجري بحثاً ) على أنها أكثر مرحلة في تاريخ البشرية لإشاعة الحروب الأهلية الدموية, وتزايُد الفقر في العالم الثالث,والظروف القاسية التي تُعاني منها الطبقة الوسطى في المجتمع الغربي. زمانٌ جَلبَ فيه التقدم التكنولوجي وإستغلال السوق المالية أرباحا ً وفوائد خارقة لعشرات الآلاف من الناس بينما طرح مئات الملايين منهم في الحضيض . إن الأزمة الحالية ستكون بلا إستثناء : فإلى هذه اللحظة, هناك الذين يخططون لكفالة وضمان إرجاع الخسائر التي نتجت عن توقعات المموليين وعاملي البورصة بإرجاع الأموال لأصحابها على حساب المَدِين والمديون من المواطنين والمدينين العامين من الدول الفقيرة.

التعليق: إن كل هذا يعتمد على كيفية مَنظورك للأزمة. ينظر علم الكابالا لهذه الأحداث على أنها بداية الإصلاح _ أي إباحة الشر والذي يتمثل في غرور وأنانية الإنسان, إظهار الغرور الإنساني الذي هو المصدر الوحيد للشر في حياتنا . هذا هو السبب للإدراكنا وتفهمنا البسيط ولجزء ضئيل جدا ً لوجودنا الابدي. الإظهار بأن الأنانية هي شرٌ , سيقودنا إلى التخلي عن هذا الشر ونكران الذات, وآنذاك إلى إصلاح أنانية الإنسان وتحويلها إلى رغبة في المحبة والعطاء . عندها سنشعر بوجودنا بإنسجام أبدي, وهذا ما يُدعى العالم الأعلى أو الجنة. وسنشعر بهذا الإنسجام في حياتنا هنا في هذا العالم وبعد الممات. إذا ً دعونا نُسرّع عملية التصحيح هذه عن طريق دراسة نظرية ومنهج التصحيح من خلال دراسة علم حكمة الكابالا .

إقرأ المزيد...
 

الصحيفة الشهرية

أضف الموضوع إلى صفحتك

Soundcloud


إكتشاف أسرار الوجود

إكتشاف أسرار الوجود والحكمة الخفية وراءه

 

إكتشاف أسرار الوجود
والحكمة الخفية وراءه
للتحميل الكتاب


إكتشاف أسرار الوجود - سؤال وجواب

 

إكتشاف أسرار الوجود -
سؤال وجواب
للتحميل الكتاب

دروس في علم الكابالا

self study-kabbalah.info

الحلقة الدراسية الحرة

هدف هذه الدورة الدراسية هو إعطاء 
فكرة عن ماهية علم حكمة الكابالا
وكتاب الزوهار 

  بإمكانك إرسال سؤالك من عبر الموقع 
وتتلقى جواباً