Kabbalah.info - Kabbalah Education and Research Institute

لعز العلم والإيمان

115144 small

 

على مدار الأجيال طوّرت الإنسانيّة العلوم المختلفة والمتنوعة من علوم الفيزياء والكيمياء إلى كافة علوم الحياة بكل مجالاتها لغرض بحثها ولمعرفتها ولمعرفة العالم الذي يحيط بها. هذه العلوم تُسمّى بالعلوم الطبيعيّة. وقد نمت مبنية على أساس وفي حدود إطار الحواس الخمس للإنسان. لقد إخترع الإنسان أدوات ووسائل تُمكّنه من توسيع مدى حواسّه. وهكذا ومن جيلِِ إلى جيل كدّس الإنسان التجارب وتمكّن من معرفة هذا العالم والعيش فيه.

في بحثنا فيما وراء عالمنا المادّي الذي نعيش فيه توصّلنا إلى الإدراك بوجود عالم آخر, عالم خفيّ، فنحن نشعر بوجوده عن طريق الحدس بالرغم من إنّنا لا نراه. ولكن لماذا نفترض وجود عالم خفيّ بالرغم من إنّنا لا نشعر به بحواسّنا؟ ذلك بسبب إدرك وجود قوانين خاصة والتي هي جزء من وجود عالم أكبر وأكثر إتّساعاََ، كما ذرك أيضاً أنّّه يجب أن تكون هناك قوانين عامّّة أكثر منطقيّةََ تُعلٍّل وتُوضّح وجودنا في هذا العالم بصورة شاملة وتُلإئم واقعنا.

اليوم نحن نعيش في عصر مميز وفي جيل نجد فيه أن الرغبة الى الأمور الروحية متيفظة لدى الكثيرين من مختلف الأعمار ومن مختلف مستويات ومجالات الحياة. لذلك فتح العلماء المجال أمام الجميع ولكل من لديه الرغبة في البحث والدراسة إذ جعلوا في متناول كل منا كافة البحوث والدراسات التي أجروها على مدار العصور والسنين وكافة نتائجها ببراهينها القائمة على قوانين العلم الذي بني عليه الكون. فإذا أمعن النظر في البيئة التي نعيش فيها نجد أن كل شيء موجود تحت قانون الإنسجام إذ أنَّ كل شيء قائم ليس في ذاته أو بذاته بل أنه يوجد من أجل الآخرين ووجوده كائنٌ في وجود الآخرين, وكذلك الإنسان إذ ليس هو بكائن مستقل بذاته بل هو جزء من البيئة التي يعيش فيها وخاضع لقوانينها في إلتزامه في العيش بإنسجام مع أبناء جنسه من البشر.

يوضح العلماء أن قانون الإيمان يَكمن في محبة الإنسان لأخيه الإنسان. قانون بسيط , أليس كذلك ولكنه أساس بنية الكون بأكمله. وكل ما يعمله الإنسان خارج عن إطار حدود هذا القانون يعود عليه بالخراب والدمار.عندما يقوم الإنسان بأي عمل أكان عمل سيء أو جيد فإنه بسلوكه هذا يستطيع التأثير على محيطه إما بشكل إيجابي أو بشكل سلبي وتأثيره يكون على كافة مستويات ودرجات الطبيعة وهذا بسبب النظام الواحد الذي يحكم الجميع. وبما أن الإنسان هو الوحيد الخارج عن نظام الطبيعة وليس خاضعاً لقوانينها لهذا يجب علينا تغيير نوعية سلوكنا وإحراز التوازن فيما بيننا كبشر عندها فقط يكون بإمكان جميع العناصر الأخرى في الطبيعة  بأن تتوازن من تلقاء نفسها وبحسب قوانين الطبيعة التي وضعها الخالق.

يوجد هناك حل واحد لا غير وهو إرتباط البشرية معاً على مبدأ وأساس " أحب قريبك كنفسك " ففي محبة الإنسان لأخيه الإنسان نكون خاضعين لنظام وقانون واحد كما الطبيعة التي نحن فيها. يجب علينا الإرتباط معاً في وحدوية الخلايا في الجسد الواحد وتكون لدينا الرغبة في أن يكون هذا الإرتباط الذي يجمع بيننا هو الوسيلة في مساعدة العالم في السعي نحو تحصيل هذا الإرتباط الذي من خلاله يكون التأثير مجدي في السيطرة على جميع الأحداث السلبية التي تحدث الآن وتلك التي في المستقبل والتي ستعمل في أسلوب يحثنا نحو التصحيح بالقوة الجبرية.

نحن نبسط يد الود والتعاون لجميع إخوتنا وأبناء عمومنا مرحبين بالتعاون معاً للعيش بسلام.   

وساعد كل واحد صاحبه

يجب علينا أن نفهم كيف يكون بإستطاعة أي إنسان مساعدة صاحبه أو اخيه الإنسان. وهل هذا مطلوب حيث يوجد أناسٌ من كل الفئات أي الغني والفقير, الحكيم والأحمق, الضعيف والقوي؟ ولكن إذا كان الكل أغنياء وأذكياء وأقوياء و......الخ كيف يكون الإنسان قادرًا على مساعدة الإنسان الآخر؟

نرى بأن هناك عامل واحد مشترك بين الجميع وهو مزاج الإنسان. فقد قيل "إذا كان عند الشخص همٌّ ما في قلبه فليتكلم عنه مع الآخرين" وهذا لسبب إذا كان الأم يتعلق بإحساس الشخص بالفخر بنفسه وبالكبرياء ففي هذه الحالة لا يوجد وسيلة أو معرفة مهما كانت واسعة وشاملة بإستطاعتها مساعدة هذا الشخص.  

بالأصح أنه الشخص الوحيد والذي يستطيع مساعدة الآخر هو الذي يرى صاحبه في حالة ضعف. فإنه مكتوب "لا يستطيع أي إنسان تخليص نفسه في كونه حبيس الضعف". بالأحرى أن صاحبه هو الذي يستطيع مساعدته ورفع معنوياته.

بمعنى أن صاحب هذا الإنسان هو الذي يستطيع رفعه من حالة الضعف هذه إلى حالة مفقمة بالحياة بمساندته له. من ثم يبداء الإنسان بإكتساب القوة والثقة بالحياة ووفرتها, ويأخذ يسعى نحو الهدف وكأنه في متناول يده. لقد إتضح بأنه يجب على كل واحد منا بأن يكون متيقظًا ويفكر كيف بإمكانه مساعدة صاحبه في رفع معنوياته, فإن في متناول أي إنسان دائما ً أن يجد الحاجة لدى صاحبه في مساندته ورفع معنوياته, لأنه من هذه الناحية يستطيع أي شخص أن يجد هذه الحاجة عند صاحبه ويستطيع أيضا ً أن يملئها.

 

اللذين يحبون الرب يكرهون الشر

مقطع من الذي دُوِّن في النص هنا يقول: "أنتم اللذين تحبون الرب تُبغضون الشر, فإن الخالق يحفظ نفوس أَتباعه ويُخلصهم من أيدي الأَثمة وفاعلي الشر" , وهذا تفسيره بانه ليس كافيًا عليك أيها الإنسان أن تُحب الخالق وان ترغب في التقرب والإلتصاق به ولكن يجب على الإنسان أن يكره الشر.

إنّ مسألة الكراهية للشر تظهر في صورة كراهية ما يدعى "الأنانية - حب الذات" فالإنسان يرى الشر الذي فيه "الأنانية" ويرى بأنه لا يملك الوسيلة  للتخلص منه وفي نفس الوقت لا يريد أن يُسَلم بالأمر ويرضى بهذا الواقع. فالإنسان يرى الخسائر التي سببَها الشر له وفي نفس الوقت يرى الحقيقة بأنه لا يستطيع أن يمحق ويُبطل هذا الشر بنفسه وبقوته لأنه قوة طبيعية من قِبل الخالق الذي دمغ حب الذات في الإنسان.

هذا المقطع هنا يُخبرنا بما يستطيع الإنسان عمله, أي أن يُبغض الشر. والخالق هو الذي يحميه من هذا الشر كما ورد في النص: "وهو يحفظ نفوس أتباعه" , ما هو المقصود بالحفظ هنا؟ أي انه يُخلصهم من أيدي الأَثمة وفاعلي الشر. في هذه المرحلة يكون الإنسان ناجحًا لأنه مرتبط بالخالق حتى ولو بشكل ضعيف.

في الحقيقة, إن مسألة الشر تبقى وتخدم بمثابة "الأخورايم" أي "دعامة" للبرتزوف. ولكن هذا ممكن فقط من خلال تصحيح الإنسان لنفسه لأنه من خلال الكراهيته للشر يمكن بالتالي تصحيحه ليأخذ شكل الأخورايم "الدعامة" . الكراهية للشر تأتي إذا كان الإنسان يريد أن يقترب ويلتصق بالخالق, وهذا شبيه بالسلوك المتعارف عليه بين الأصدقاء: فإذا أدرك الصديقين بأن كل منهما يكره كل ما ومن يكره الآخر, وكذلك يحب كل ما ومن يحبه الآخر, عندها ستجمع بينهما صلة صداقة ثابتة وأبدية كالوتد القائم ولا يمكن إزالته أبداً.

بما أن الخالق يُحب العطاء فعلى الإنسان أيضًا أن يتبنى سمة العطاء في ذاته ويكون العطاء رغبته الوحيدة. الخالق يكره تلقي أي شيء لأنه كامل ولا حاجة عنده لشيء لأن لا عجز ولا نقص فيه, كذلك الإنسان وبصورة متباينة يجب عليه أن يكره إشباع الذات لديه يجب أن يكره الإنسان بشدة "الأنانية وحب الذات" فإن كل الخراب والدمار والمصائب التي في العالم سببها الأنانية وسعي الإنسان وراء إشباع الذات على حساب الآخرين, ولكن من خلال كراهية الإنسان لأنانيته يكون قادرًا على تصحيحها ويجد نصيبه في القداسة.

 

إكتشاف أسرار الوجود

إكتشاف أسرار الوجود والحكمة الخفية وراءه

 

إكتشاف أسرار الوجود
والحكمة الخفية وراءه
للتحميل الكتاب


إكتشاف أسرار الوجود - سؤال وجواب

 

إكتشاف أسرار الوجود -
سؤال وجواب
للتحميل الكتاب

دروس في علم الكابالا

self study-kabbalah.info

الحلقة الدراسية الحرة

هدف هذه الدورة الدراسية هو إعطاء 
فكرة عن ماهية علم حكمة الكابالا
وكتاب الزوهار 

  بإمكانك إرسال سؤالك من عبر الموقع 
وتتلقى جواباً